مخاوف النزوح تشغل سكان إدلب مع تقدم النظام...والخيارات تضيق

مخاوف النزوح تشغل سكان إدلب مع تقدم النظام... والخيارات تضيق

31 يناير 2018
يجهل النازحون ما ينتظرهم (Getty)
+ الخط -


تزداد مخاوف سكان إدلب، المقدّر عددهم بأكثر من مليون مدني، يوماً بعد آخر، في ظل استمرار تقدم القوات النظامية والمليشيات الموالية والطائفية بدعم من الطيران الحربي الروسي، في ظل الهجمة المتواصلة منذ أسابيع، التي هجرت أكثر من 300 ألف مدني إلى اليوم، في حين يحار كثير منهم إلى أين يلجأون أو أين يحتمون، خوفاً من العمليات الانتقامية.

وقالت أم عمران، مهجّرة من ريف دمشق إلى إدلب، لـ "العربي الجديد"، "الناس هنا جميعاً منشغلون بما سيقع غداً في ظل تقدم القوات النظامية، خاصة أننا لا نعلم أين سنذهب وماذا ينتظرنا، وبعدما شعرنا بقليل من الاستقرار اليوم، يجب علينا أن نفكر في مكان آخر نلجأ إليه بعيداً عن القصف والعمليات العسكرية وانتقام النظام".

وأضافت "لا أحد يخبرنا شيئاً، والإشاعات تنتشر كبقعة زيت، فهناك من يقول إنه سيتم نقلنا إلى عفرين ومناطق ريف حلب، وستسلم إدلب للروس، وآخرون يقولون إنه سيتم نقلنا إلى المناطق الحدودية السورية التركية، نحو 30 كيلومتراً، تحت حماية تركيا".

ولفتت إلى أنه "حتى فكرة النزوح إلى تركيا أصبحت مستحيلة، فقد أغلقت حدودها بشكل كامل، ويقال إنها وضعت مجسات حرارية تطلق النار مباشرة وبشكل آلي في حال تجاوز أي أحد الحدود".

 


من جانبه، قال أبو ياسين، رجل جاوز السبعين من العمر وقد نزح منذ أسابيع من ريف إدلب الجنوبي، "يبدو أنني سأموت هنا في هذه الخيمة، فلم أعد أستطيع الهرب أكثر، فقدت نصف عائلتي ويكفيني برداً وجوعاً وألماً".

أما أبو محمد، من أهالي إدلب، فهو مقتنع أنها ستسلم إلى الروس أو النظام، بحسب ما قاله لـ "العربي الجديد"، مضيفاً أنه "يستعد لترك منزله ومحله، للانتقال إلى إحدى القرى القريبة من الحدود حيث توجد قوات تركية".

 


وأوضح أنه "بالرغم من الصعوبة التي يجدها في ترك بيته وأهله، إلا أنه يخشى على أطفاله، وقد قرر أن ينتقل اليوم، متحملاً تكلفة مالية إضافية، خاصة أن إيجار المنازل في تلك المناطق مرتفع، لأنها تعد مناطق آمنة، إذ يتراوح إيجار المنزل ما بين 300 و400 دولار أميركي، إلا أن ذلك يبقى أفضل بألف مرة من أن أنزح تحت القصف، فلا أتمكن من أخذ أغراض منزلي أو بضاعة محلي، أو حتى ثيابي، كما حدث مع كثير من العائلات التي نزحت من ريف إدلب الجنوبي".

وتابع "إذا كنت اليوم قد وجدت منزلاً للإيجار، فقد لا أجده في حالة حدوث نزوح جماعي، فلا يبقى لي إلا العراء كما هو حال آلاف العائلات اليوم، تحت المطر والبرد".

 

 

المساهمون