انتشال 4657 جثة في الموصل... وتلاعب حكومي بشهادات وفاتهم

انتشال 4657 جثة في الموصل... وتلاعب حكومي بشهادات وفاتهم

05 ديسمبر 2018
جثث انتشلها الدفاع المدني في الموصل(العربي الجديد)
+ الخط -


رغم مرور نحو عام ونصف العام على إنهاء المعارك في الموصل العراقية، إلا أن الإعلان عن انتشال جثث الأطفال والنساء من تحت ركامها ما زال متواصلا من قبل فرق الإنقاذ ومنظمات تطوعية مختلفة، لكن الجهات الحكومية تتلاعب في تحديد أسباب الوفاة رغم أن غالبية الضحايا قضوا بالقصف الجوي والصاروخي على المدينة.

وأعلنت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان بالعراق، مساء أمس الثلاثاء عن انتشال 4657 جثة من تحت الأنقاض في مركز محافظة نينوى، منذ استعادتها من تنظيم "داعش"، وحتى السادس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في حصيلة جديدة أعلن عنها هذا الشهر.

وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي، في بيان له أن "فرق الدفاع المدني انتشلت 2665 جثة تم تحديد هويتها"، لافتاً إلى أنه من بين الجثث 851 جثة تعود لأطفال معلومي الهوية. وبيّن أن خطر وجود العديد من الألغام والعبوات والمخلفات الحربية أدى إلى وقوع العديد من الحوادث.

وطالب الغراوي الوزارات الأمنية بالإسراع في رفع المخلفات الحربية، وكذلك وزارة الصحة بإكمال متطلبات فحص الحمض النووي وإجراء المطابقة مع الجثث مجهولة الهوية لإكمال الخطوات القانونية.

مصدر في الدفاع المدني قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "غالبية الضحايا عائلات كاملة قتلت بالقصف الجوي والصاروخي على المدينة".
الفرق باتت تتحرك بناءً على بلاغات الأهالي المنتظرين معرفة أماكن جثث ضحاياهم(العربي الجديد) 

ولفت إلى أن السلطات العراقية تترك خانة السبب في شهادات الوفاة التي يتم استخراجها للضحايا فارغةً، حتى لا تضطر للاعتراف بأن الضحايا قتلوا بالقصف الجوي والصاروخي، وفي أحيان أخرى تضع في الخانة عبارة هجوم إرهابي بدلا من القصف"، معتبراً أن "في ذلك ظلم للضحايا مرة أخرى من قبل الحكومة كونها لم تنصفهم وأخفت المتسبب الحقيقي في قتلهم".



وبيّن المصدر أنّ "فرق الدفاع المدني يعانون من نقص الآليات والمعدات المطلوبة للبحث والانتشال، وأن آخر مرة تم انتشال الجثث معلومة الهوية كانت في شهر يونيو/ حزيران الماضي، أما الجثث مجهولة الهوية انتشلت في شهر نوفمبر الماضي".
لا تذكر السلطات المعنية أسباب الوفاة حتى لا تتحمل مسؤولية موتهم تحت القصف(العربي الجديد) 

وأوضح أنّ "الآلية المتبعة في انتشال الجثث كانت يومية، ولكن الآن تعتمد على بلاغات الأهالي ممن لم يحصلوا بعد على جثث ذويهم، كما أن هناك مفارز منتشرة في الموصل تتلقى البلاغات وترفعها للدفاع المدني، فتبدأ الفرق بعدها بانتشال الجثث وتسلمها للطب العدلي، ثم تشكل لجنة من عدة جهات طبية وأمنية وقضائية لمعرفة هويتهم وتحديد ذويهم".

وقال الناشط المدني إيهاب الموصلي: "أكثر المناطق الَتي شهدت حالات دفن جماعي للقتلى الّذين قضوا في الحرب على "داعش" ونتيجة القصف الشديد كانت في الموصل القديمة بجانب النهر أثناء عملية التحرير، مع تطبيق سياسة الأرض المحروقة هناك بالذات، لذلك أكثر الجثث كانت من تلك المناطق، ولا تزال فرق الدفاع المدني تكشف بين فترة وأخرى عن وجود جثث، حتى أنهم عثروا في نهر دجلة على جثث تعود لنفس المنطقة".
الجثث المدفونة تحت الأنقاض تسبب الأمراض (العربي الجديد) 

وأكد الموصلي أن "بقاء تلك الجثث تحت الأنقاض يسبب أمراضاً ما لم يتم التعامل معها بالطرق الصحيحة، لان تلك الأنقاض تعود لمنازل او حتى عمارات سكنية في الغالب، وسيعاد إعمارها من جديد. كما أن الكثير من الأهالي ما زالوا ينتظرون إيجاد جثث ذويهم، خصوصاً أن منهم من فقد الأمل بذلك بعد مرور أكثر من عام  دون جدوى".

واستعادت القوات العراقية مدينة الموصل من "داعش" في 10 يوليو/تموز 2017 بعد تسعة أشهر من الحرب، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي على نطاق واسع من مدينة الموصل خاصة في الجانب الأيمن، ودماراً طاول جميع المرافق الحيوية في الموصل القديمة.