القوات العراقية تحرر مختطفات أيزيديات من قبضة "داعش"

القوات العراقية تحرر مختطفات أيزيديات من قبضة تنظيم "داعش"

30 مارس 2018
ما زالت عشرات الأيزيديات بحوزة تنظيم داعش (كريس مكجارث/Getty)
+ الخط -
تمكنت القوات العراقية خلال اليومين الماضيين، من تحرير ثلاث فتيات أيزيديات سبق اختطافهن من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، واتخاذهن سبايا للتنظيم بعد اجتياحه في 2014، مدن شمال وغرب البلاد، ومنها مدينة سنجار معقل الطائفة الأيزيدية التي تبعد نحو 80 كم عن الموصل.

وأكد مسؤول في مكتب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، لـ"العربي الجديد"، أن العبادي أوعز لقوات الأمن بتكثيف حملات البحث والتقصي والتنسيق مع دول الجوار، وخاصة تركيا وسورية، حيث يرجح وجود عدد من المختطفات الأيزيديات هناك تحت سيطرة عناصر من تنظيم "داعش".

ووفقا للمسؤول ذاته، فإن القوات العراقية حققت تقدما كبيرا في هذا الإطار بالتعاون مع جهات عدة، بينها منظمات غير حكومية داخل العراق، وكذلك الأمم المتحدة، كاشفا عن "تحرير ثلاث فتيات خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، اثنتين في نينوى، والثالثة في بغداد وتبلغ من العمر 16 سنة، وتم سبيها مع أمها وأختها عام 2014".

وتمكنت الحكومة العراقية من تحرير قرابة ثلاثة آلاف ضحية أيزيدي، بينهم 1058 امرأة وفتاة، و771 طفلة، فضلا عن 755 طفلا كانوا لدى تنظيم "داعش".

وحسب آخر الاحصائيات الرسمية، ما زال أكثر من 3 آلاف مختطف أيزيدي، أكثر من نصفهم نساء، لدى داعش، وتوفي عدد كبير من النساء، وأقدمت أخريات على الانتحار بعد اختطافهن على يد التنظيم، كما سجل مقتل أكثر من 1300 شخص من الطائفة.

وأمس الخميس، أعلنت قيادة عمليات بغداد، في بيان، تحرير قاصر أيزيدية وجدت في منزل أحد أعضاء داعش الذي كان متخفيا في حي شعبي شرقي بغداد، مؤكدة أنه حاول الانتحار قبل القبض عليه بطعن نفسه عدة مرات، لكن تم السيطرة عليه وإخضاعه للعلاج.

ووفقا للشرطة العراقية، فإن الفتاة أكدت أنها لا تعلم أنها في بغداد، وأنها أدخلت المدينة بطريقة غير قانونية، وأبلغت من قبل خاطفها أن ذويها قتلوا جميعا، وأن سكان قريتها سيقلتونها غسلا للعار إذا عادت إليهم، وأن عليها البقاء ونسيان ماضيها، كما أنها كانت مقطوعة عن جميع وسائل التواصل والاتصال.

وقال ضابط شرطة عراقي لـ"العربي الجديد"، إنه سيتم إعادة الفتاة لذويها، لكنها تخضع حاليا للعلاج من مشاكل صحية ونفسية حادة، مضيفا أنها المرة الأولى التي يتم فيها تحرير مختطف أو مختطفة أيزيدية في بغداد، لذا فإن الأمن قرر إدخال بغداد ضمن دائرة البحث، بعد أن كان يستبعدها ويركز على المدن الغربية والشمالية والمدن الحدودية".

وجرت العادة على عدم الإعلان عن أسماء الضحايا أو صورهم احتراما لرغبتهم أو لأغراض أمنية بناء على توصيات مكتب متابعة خاص بشؤون المختطفين الأيزيديين تم تأسيسه عام 2015 بين أربيل وبغداد، وهو يتولى متابعة الضحايا وإنشاء قاعدة بيانات لهم، والبدء بالبحث عنهم وتخصيص مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن أحد المختطفين.

من جانبها، قالت عضو لجنة المرأة في البرلمان العراقي، ريزان الشيخ دلير، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة مطالبة بإطلاق برنامج سريع لتأهيل ورعاية من تم تحريره من عناصر داعش"، وتأمل دلير أن "تبدأ الحكومة بتشكيل محكمة خاصة لهذه المأساة تتولى إنصاف الضحايا ومحاسبة المتورطين".