محافظة القاهرة تتبرأ من غرق حي الأثرياء بالأمطار... وبرلمانيون يطالبون بالمساءلة

26 ابريل 2018
أغرقت مياه الأمطار شوارع القاهرة (العربي الجديد)
+ الخط -
تبرأت محافظة القاهرة من واقعة غرق شوارع منطقة "التجمع الخامس"، التي توصف في مصر بـ"حي الأثرياء"، كونها الأعلى سعراً بين أحياء العاصمة، من جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد على مدار اليومين الماضيين، والتي حولت الشوارع إلى برك من المياه.

وقال نائب محافظ القاهرة، اللواء أيمن عبد التواب، إن "منطقة التجمع الخامس تقع خارج نطاق المحافظة إدارياً، وتتبع جهاز المجتمعات العمرانية الجديدة، التابع لوزارة الإسكان"، محملاً شركة الصرف الصحي الحكومية المسؤولية عن سحب المياه المتجمعة، ردا على اتهامات بعدم الدفع بسيارات المحافظة لإنقاذ الموقف.

إلى ذلك، تقدمت عضو لجنة الإسكان والمرافق في البرلمان، فايقة فهيم، الخميس، بطلب موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزيري التنمية المحلية والإسكان، بشأن فشل الحكومة في مواجهة أزمة هطول الأمطار، خاصة أنه سبقتها تحذيرات من هيئة الأرصاد الجوية، وهو ما يكشف فساد منظومة الصرف الصحي في مصر.

وقالت فهيم إن "سقوط الأمطار أدى إلى غرق الشوارع، وتصدع البنية التحتية للعديد من المباني السكنية، وما زاد الأمر تعقيداً أن المدن الجديدة حديثة الإنشاء تعرضت للآثار ذاتها، وكأنها مبنية منذ مئات السنين"، متابعة أن "الأمطار أدت لانسداد عدد كبير من بالوعات الصرف الصحي، إن وجدت بالأساس"، حسب تعبيرها.

وأضافت النائبة، في طلبها، أن "ادعاء جهاز القاهرة الجديدة بتواجده في الشارع منذ اللحظة الأولى لسقوط الأمطار لن ينهي الأزمة، أو يؤدي إلى منع الكارثة"، متسائلة: "ما معنى وجود المسؤولين دون أن تكون هناك شبكات صرف. هل سيقومون بشفط المياه يدوياً؟ أم أن مجرد تواجدهم يرفع المسؤولية عن كاهلهم؟".

وتابعت فهيم أن "عدم مراعاة المعايير الصحيحة الواجب مراعاتها عند تصميم الطرق، وخاصة شبكة تصريف الأمطار، يلقي بالمسؤولية على الحكومة التي تم توفير الملايين من الجنيهات لخطتها بشأن الطرق، في حين أن المحصلة النهائية كوارث تتعرض لها مصر، وغرق المنازل والشوارع من جراء الأمطار".


وطالبت النائبة في ائتلاف الغالبية، المسمى "دعم مصر"، بـ"التحقيق الفوري مع المسؤولين عن شبكة الصرف الصحي، ومحطات الصرف، وتوقيع العقوبة عليهم، بعدما ظهر عدم قدرة الشبكة والمحطات على تحمل أمطار لم تتعد فترتها الزمنية ساعة من الزمن"، فضلاً عن إحالة طلب الإحاطة إلى اللجنة النيابية المختصة لنظره.

بدوره، طالب النائب السيد حجازي، بـ"التحقيق في وقائع عدم الاستعداد اللازم لحالات الطوارئ في جميع المحافظات، وغرق أغلب المدن بسبب هطول الأمطار"، مشدداً على ضرورة معاقبة المسؤولين عن شبكات الصرف، التي تبين أنها غير قادرة على تحمل الأمطار.

ودعا حجازي الحكومة إلى كشف التدابير التي تم اتخاذها للحفاظ على أحياء القاهرة الجديدة، ومنع تكرار ما حدث مرة أخرى في حالة سقوط الأمطار مجدداً، في ضوء ما خلفته من أضرار بالغة، خاصة في منطقة التجمع الخامس، شرق العاصمة.

من جهته، طالب نائب دائرة القاهرة الجديدة، إبراهيم حجازي، القوات المسلحة بالتدخل العاجل لإنقاذ المدينة من انهيار البنية التحتية، باعتبار أن الكارثة التي تسببت بها الأمطار الغزيرة تفوق إمكانات جهاز المدينة المسؤول، بحد قوله، مشيراً إلى تواصله مع "جهات سيادية" لسرعة اتخاذ اللازم، وإنقاذ مناطق "التجمع الخامس" المتضررة من الأمطار.
دلالات