المهجّرون في إدلب ينقلون خيامهم إلى مناطق أكثر أمناً

07 سبتمبر 2018
يحاول المهجرون الاحتماء من قصف النظام (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -
مع تصاعد حدة التهديدات الروسية، وقرب اللقاء الثلاثي الذي يجمع زعماء الدول الضامنة لاتفاق أستانة في طهران، يعمل سكان إدلب، شمال غربي سورية، على اتخاذ إجراءات قد تجنّبهم قصف الطائرات والصواريخ والمدفعية، إذ عمد المئات من قاطني الخيام من المهجرين في المحافظة إلى نقل خيامهم نحو مناطق يتوقّعون أنها أكثر أمناً.

محمود العباس، المهجر من ريف حمص، والذي يسكن هو وأطفاله الأربعة وزوجته في خيمة قرب مدينة جرجناز شرق إدلب، سارع مع بدء حملة القصف المدفعي لقوات النظام إلى نقل خيمته إلى أقرب نقطة مراقبة تركية في بلدة الصرمان القريبة.

يقول محمود لـ"العربي الجديد": "كنا نظنّ أن وجود النقاط التركية سيجنّبنا القصف. لكن ذلك لم يحدث، فنقلنا الخيام بسياراتنا إلى مكان قريب من نقطة مراقبة في بلدة الصرمان، وقد تجمعت حولنا عشرات الخيم".

ويضيف محمود أن هناك أقارب له اتجهوا شمالاً نحو الحدود التركية، لأنهم لا يملكون سيارة خاصة، فانتقلوا مرة واحدة إلى مكان قرب المخيمات التي تجمعت في السنوات السابقة في المنطقة الواقعة بين مدينتي حارم وسلقين.

ويشير إلى أن القاطنين قرب نقطة الصرمان لا يشعرون بالأمان، لأن النظام لا أمان له، وقد استهدفت طائراته في وقت سابق خياماً قرب تلك النقطة.

وبدوره، يقول أحمد الخلف، وهو نازح من ريف حلب الجنوبي: "لقد استأجرت سيارة، ونقلت خيمتي من مدينة سراقب إلى منطقة قرب سرمدا، فأنا لا أملك سيارة، وعندما يشتد القصف، قد لا تجد من ينقلك أنت وعائلتك".

ويضيف أنه دفع مبلغ 25 ألف ليرة سورية من أجل نقل خيمته، وهو مبلغ استدانه من أحد أقاربه، لأنه ومنذ أن ترك منزله، جنوب حلب، في مطلع عام 2018، لم يجد عملاً، وكان كل تلك الفترة يعتمد على المساعدات في الإنفاق على عائلته المؤلفة من سبعة أشخاص.

ومن جانبه، يقول المسؤول في مجلس سنجار المحلي، أبو محمود، لـ"العربي الجديد"، إن إدلب مليئة بالبشر، ولا أعتقد أن مكاناً سيكون أكثر أمناً من مكان آخر، وإذا لم يمنع العالم الروس والنظام فإنهم سيرتكبون مجازر كبيرة.

ويضيف أن إدلب فيها نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون إنسان، نصفهم تقريبًا بدون منازل، والقيام بتجهيز ملاجئ وأماكن آمنة تحمي الناس من القصف شبه مستحيل، ولا توجد توجيهات نستطيع أن نعطيها للناس للحفاظ على أرواحهم، لكنهم ينتقلون من مكان إلى آخر وهذا ما لا نستطيع منعهم منه.

ويشير إلى أن ساكني إدلب يعولون على اتفاق روسي - تركي يجنبهم الحرب، وإلا فإن الأيام المقبلة ستكون دموية، وسيسقط فيها ضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ.

وطالب "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" المجتمع الدولي بالتعامل بجدية كاملة مع الوضع في إدلب، ومنع أي جريمة قد تحصل بحق المدنيين، عبر الالتزام الكامل باتفاق خفض التصعيد.

ودان الائتلاف، في بيان له، الجريمة التي وقعت في جسر الشغور ومحيطها بريف إدلب، والتي راح ضحيتها نحو 14 شخصاً وعشرات الجرحى.

وحذّر البيان من "تهاون الأطراف الدولية الفاعلة تجاه هذه المستجدات، خاصة ما يتعلق بحماية المدنيين وضمان سلامتهم".

دلالات