نازحون سوريون يبحثون عن الأمان في إدلب

نازحون سوريون يبحثون عن الأمان في إدلب

22 فبراير 2020
آلاف السوريين جربوا تكرار النزوح (بوراك كارا/Getty)
+ الخط -
يبحث آلاف السوريين الذين نزحوا إلى إدلب شمال غربي البلاد، عن أماكن تؤويهم خشية اضطرارهم إلى نزوح أو تهجير قسري جديد، فمنهم من يفكر في المغادرة باتجاه تركيا، ومنهم من قرر التوجه إلى منطقة "درع الفرات" كونه لا يمتلك تكاليف الدخول إلى تركيا، فضلاً عن خطورة عبور الحدود بطريقة غير شرعية.

ويلجأ بعض النازحين إلى بيع ممتلكاتهم التي فقدت قيمتها مقارنة بمعاناتهم، فالمأوى أهم حالياً، كما أنّ حمل ونقل هذه الممتلكات عملية مجهدة ومكلفة. ويقول محمد جلول النازح من بلدة الهبيط، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "قوات النظام تبعد عنا نحو 15 كيلومتراً فقط، وهذا أمر مخيف. أتيت إلى بلدة قاح شمالي إدلب بعد أشهر على نزوحي من ريف إدلب الجنوبي، واليوم أعيش ذات المخاوف التي عشتها عندما كنت في بلدتي الهبيط التي هجرنا منها النظام في أغسطس/آب 2019".
ويضيف: "مع صوت كل قذيفة يراودني الكابوس ذاته الذي غادرت بسببه الهبيط مع أهلي ليلاً تحت قصف المدفعية والطائرات. بنينا منزلاً صغيراً في بلدة قاح، وفي حال زادت الأمور سوءا سأقوم ببيعه والمغادرة. كثير من النازحين يبيعون ما يمتلكون، ويتجهون إلى منطقة درع الفرات، أو إلى عفرين، كونها المناطق الأكثر أمناً حالياً، إذ لا تصلها قذائف المدفعية أو تقصفها الطائرات".
من جهته، يقول يحيى أبو محمد من مدينة بنش بريف إدلب، إنّ عائلته نزحت إلى منطقة "درع الفرات" بينما بقي هو في مدينة بنش. وأوضح لـ"العربي الجديد": "نعيش صدمة كبيرة ربما لن نتعافى منها، والخلاص مما نحن فيه يبدو بعيداً. لا أريد أن أغادر، لكن لا خيارات أمام عائلتي، وليس لدينا القدرة على الوصول إلى تركيا، وعودتهم إلى بنش خطرة، لذلك فإن بقاءهم في منطقة درع الفرات هو أفضل خيار حالياً".

وطالبت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الخميس الماضي، تركيا باستقبال المزيد من اللاجئين السوريين، بعد فرار مئات الآلاف من شمال غرب سورية؛ بسبب هجوم النظام وحليفه الروسي.

وقال رئيس مفوضية اللاجئين فيليبو غراندي، في بيان: "نحتاج إلى إنهاء القتال، وطريق آمن للحفاظ على الأرواح. أناشد أيضاً الدول المجاورة، بما في ذلك تركيا، توسيع نطاق استقبال الواصلين، حتى يتمكن من هم أكثر عرضة للخطر من الوصول إلى بر الأمان. 80% من النازحين نساء وأطفال، وينبغي توفير سبل إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين، فلدى المفوضية مخزون لتلبية احتياجات نحو 2.1 مليون شخص، تضم خياماً لإيواء 400 ألف شخص".

في المقابل، رأى مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج، أنّ الدعوات لفتح الحدود أمام النازحين "خطوة غير صحيحة كونها خطوة لاقتلاع الشعب من أرضه". وقال، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذا الطلب يدل على عجز دولي عن كبح جماح النظام وروسيا، أو إصدار قرار بإيقاف العملية العسكرية ضد المدنيين. مطلوب من الأمم المتحدة توفير المساعدات الإنسانية للنازحين، ويوجد نحو 120 ألف نازح حالياً في العراء تحت الأشجار أو في مخيمات عشوائية من دون خدمات، وهذا يسبب صعوبات كبيرة للمنظمات الإنسانية".

دلالات

المساهمون