العرب يغزون الفضاء

العرب يغزون الفضاء

24 فبراير 2015
هل يعرف العرب الوصول إلى تلك الكواكب؟ (Getty)
+ الخط -
قد يتسنى للبشر في وقت ما من القرن الحالي، استكشاف عوالم قابلة للحياة. وفي فترة ما، ربما تكون في أواخر القرن، قد يتمكنون من الابتعاد خارج مجرّة درب التبانة. وطبقاً لعدد من المؤلفات العلمية المختصة، فإنّ "من المحتّم" أن يستعمر البشر تلك الكواكب التي تحتوي الماء أهم عناصر حياتهم.

وعلى صعيد المثال، يشير كتاب ميتشيو كاكو "رؤى" إلى كثير من هذه الاحتمالات، خصوصاً مع العمل المستمر منذ عدة عقود على تحسين الذكاء الاصطناعي. كما أنّ إمكانية التوصل إلى روبوتات مسافرة عبر الفضاء تتوالد ذاتياً، وتتوالد طاقتها ذاتياً أيضاً، سينهي معضلة الزمن والعمر والسرعة، التي لطالما شكلت عائقاً أساسياً أمام استكشاف تلك العوالم البعيدة.
لكنّ العائق الأكبر اليوم، كما يشير كارل ساغان في كتابه "الأرض.. نقطة زرقاء باهتة"، يكمن في السياسة والبيروقراطية والتوجهات نحو التوسع الأرضي بدل غزو الفضاء. أي صرف ميزانيات الدول الكبرى على وزارات الدفاع والحروب، لا على برامج الفضاء. وهنا تتضح فوائد الحرب الباردة، من هذه الناحية، عندما سمح الصراع الأميركي- السوفييتي، بتعزيز التوجه نحو الفضاء، والتسابق لاستكشاف القمر والهبوط عليه. وكذلك بالنسبة لاستكشاف العوالم الأخرى إن عبر التلسكوبات العملاقة، أو عبر الكثير من المركبات غير المأهولة، التي جالت في مدار المريخ، على سبيل المثال، ونجح بعضها في الهبوط.
يؤكد ساغان في كتابه أنّ "هناك عالماً جديداً مجاوراً. ونحن نعرف كيف نصل إلى هناك".

العبارة نفسها تخلق إشكاليات عديدة. فمن "نحن" الذين يتحدث عنهم ساغان؟ وهل دول العالم الثالث من بينهم؟ هل "نحن" العرب نعرف كيفية الوصول إلى تلك الكواكب؟ أو بشكل أدق: هل سيتاح لنا الوصول؟

في مراجعة بسيطة وسريعة، يتضح أنّنا -نحن العرب- لم نقدم شيئاً يذكر في هذا المجال الكوني الواسع. وعدا عن بعض المبادرات الفردية واللمعات التي برزت خارج العالم العربي بالذات، وداخله في مرات معدودة، يندر النظر إلى أعلى عربياً. اللهم إلاّ إذا كان الأعلى يعني الصراع الغيبي المستمر منذ آلاف السنين، على السماء وجنان الخلد فيها.

الوصول إلى تلك الكواكب يتطلب، عدا الأساسين المعرفي والعلمي، والخبرة المتراكمة، والمناهج العلمية والعملية المتحركة والمتقدمة يوماً بعد يوم، إما تنافساً محموماً بين أطراف لديها ما يكفي من الأهلية، أو تعاوناً على أعلى مستوى بين تلك القوى. ونحن -العرب- بعيدون جداً عن الأهلية والتنافس. أما التعاون، فنفتقده حتى بين دولنا، وبين شعوبنا. بل نفتقده داخل كلّ شعب من شعوبنا.

دلالات

المساهمون