الأنظار معلقة بين الدوحة وأبيدجان..

 الأنظار معلقة بين الدوحة وأبيدجان..

13 يناير 2024
افتتحت قطر بطولة كأس آسيا 2023 أمس الجمعة (Getty)
+ الخط -

بعد كأس آسيا التي انطلقت الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة بأحلى حلة، إثر حفل افتتاح عالمي دشنه المنتخب القطري بفوز عريض على لبنان في مشوار الدفاع عن لقبه، سيكون الموعد عشية اليوم مع انطلاق النسخة الـ34 لكأس أمم أفريقيا التي تحتضنها كوت ديفوار للمرة الثانية منذ حوالي 40 سنة.

وهناك في كأس أمم أفريقيا، يبحث العرب عن تتويج ثالث أمام منتخبات أفريقية قوية في ظروف مناخية صعبة، يصعب فيها التكهن بمن سيفوز باللقب مقارنة بالبطولة الأسيوية التي لن يفلت فيها اللقب من أيدي المنتخبات الكبيرة على غرار السعودية، اليابان، إيران وكوريا الجنوبية، بينما يبقى عامل المفاجأة وارداً في بطولة القارة السمراء رغم التوقعات التي ترشح كوت ديفوار والسنغال والمغرب للتتويج.

مهمة حامل اللقب، منتخب البلد المنظم لبطولة كأس آسيا قطر، لن تكون سهلة، بسبب تراجع مستواه منذ تتويجه سنة 2019، وقوة المنافسين، في مسابقة تجرى فوق ملاعب مونديالية وأجواء رياضية بحتة، لن يكون فيها للطقس والتحكيم وأرضيات الملاعب دور في تحديد هوية البطل، عكس الظروف والأجواء التي تجرى فيها كأس أمم أفريقيا، في حضور منتخبات قوية كثيرة قادرة على صناعة الفارق على غرار مصر، الجزائر، تونس ، نيجيريا، مالي والكاميرون، بنجومها الكبار حتى ولو جرت البطولة في توقيت غير مريح للاعبين المحترفين الذين ما زالوا يتعرضون لضغوطات كبيرة من نواديهم، التي تضغط عليهم لحرمانهم من المشاركة في بطولة أفريقية تجرى في منتصف موسم، يتغيب فيها من يبلغ النهائي سبع مباريات عن فريقه.   

حامل اللقب المنتخب السنغالي سيكون مرشحاً للحفاظ على لقبه، وهو الذي حافظ على طاقمه الفني ومجموعته منذ سنوات، بل دعمها بجيل جدبد من اللاعبين الواعدين المتألقين مع مختلف المنتخبات الشبابية، كما ستكون الفرصة مؤاتية للمنتخب الايفواري حتى يعيد مجده الضائع أمام جماهيره.

وتكون البطولة مناسبة للمنتخب المغربي حتى يؤكد تألقه العالمي بإحراز لقب يهرب منه منذ 47 سنة، رغم احتضانه البطولة سنة 1988 ، ووجوده ضمن قائمة المرشحين كل مرة بفضل الأجيال المتميزة التي تعاقبت على منتخب "الأسود"، خصوصاً جيل بونو وحكيمي وزياش الذي فاجأ العالم ببلوغ نصف نهائي مونديال قطر 2022، وبلغ مستويات فنية عالية تسمح له بالظفر باللقب القاري.

وستكون المنتخبات العربية الأخرى بمثابة أحصنة سوداء في دورة كوت ديفوار، على غرار مصر صاحبة الألقاب السبعة والتقاليد العريقة في المسابقات القارية للأندية والمنتخبات، والتي جعلتها تنافس على الألقاب كل مرة، في حين يبقى المنتخب التونسي من المنتخبات العنيدة التي يحسب لها ألف حساب رغم غيابه عن منصة التتويجات منذ 20 سنة.

بينما عاد المنتخب الجزائري إلى الواجهة منذ تتويجه باللقب الثاني قبل أربع سنوات في القاهرة، وصار من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب، وتعويض ما فاته في دورة الكاميرون التي خرج فيها من الدور الأول، مثل ما أخفق في التأهل لمونديال قطر، رغم ضمه جيلاً كروياً مخضرماً قادراً على خلط أوراق البطولة، إذا تمكن من تحويل الضغوطات الجماهيرية والإعلامية إلى عوامل ايجابية مساعدة على التألق.  

وقائمة الأحصنة السوداء في كأس أمم افريقيا تكون موسعة هذه المرة لتشمل نيجيريا بقيادة أفضل لاعب أفريقي لسنة 2023 فيكتور أوسمان، صاحب 20 هدفاً في 27 مباراة مع منتخب بلده، وتشمل أيضاً منتخب الكاميرون الذي خيب أمال جماهيره في الدورة السابقة، وكذلك منتخبات مالي وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو القادرة على صناعة المفاجأة وقلب الطاولة على كبار القارة السمراء في بطولة لا تعترف بالأقوى، بل بالأفضل، أثناء مجريات بطولة تختلف عن باقي البطولات القارية الأخرى على جميع المستويات، بفضل خصائصها الفنية والتنظيمية التي تصنع الفارق مقارنة ببطولة كأس أسيا التي لن يفلت فيها التتويج من أيدي الأقوى والأفضل أثناء مجريات البطولة.

المساهمون