لماذا عاد بنزيمة إلى المنتخب الفرنسي؟

لماذا عاد بنزيمة إلى المنتخب الفرنسي؟

22 مايو 2021
بنزيمة إلى جانب فالبوينا وجيرو في ودية أمام جامايكا عام 2014 (فيليبي هوغين/فرانس برس)
+ الخط -

صنع استدعاء كريم بنزيمة الى المنتخب الفرنسي، للمشاركة في بطولة كأس أمم أوروبا 2020 المؤجلة، الحدث في وسائل الإعلام الفرنسية، بعد غياب طويل دام 6 سنوات منذ ظهرت إلى العلن فضيحة الشريط الجنسي لمواطنه وزميله في المنتخب ماتيو فالبوينا في نهاية 2015، وفضح دور مهاجم الريال الابتزازي في هذه العملية، بعدما هدد لاعب مرسيليا وليون السابق وأولمبياكوس اليوناني الحالي بعدم نشر محتويات الفيديو في وسائل الإعلام مقابل دفع مبلغ من المال لأحد أصدقائه حسب اتهامات الضحية، دفع إثره كريم ثمن فعلته وصار منبوذاً، فغاب عن كأس أوروبا للأمم التي استضافتها فرنسا سنة 2016 وخسرت في النهائي أمام البرتغال، ثم غاب عن تتويج المنتخب الفرنسي بمونديال 2018، ليعود مجدداً ويصنع الجدل بين مؤيد ومعارض لعودته من الناحية المبدئية والأخلاقية، وليس بسبب قدراته الفنية التي يجمع عليها كلّ الناس في فرنسا وخارجها.

في الندوة الصحافية التي أعلن فيها عن قائمته، وجد المدرب الفرنسي ديدييه ديشان نفسه يردّ على نفس السؤال بصيغ مختلفة حول أسباب ودوافع وتوقيت استدعاء بنزيمة اليوم، وما مدى تأثيره على الأجواء داخل المنتخب وعلى الأداء في اليورو، خاصة أن المنتخب الفرنسي حقق نتائج باهرة من دون نجم ريال مدريد، لكن المدرب لم يقدم أسباباً واضحة ولا تفسيرات دقيقة حول الاستدعاء الذي بقي لغزاً، خاصة بعدما كان ديشان من أشد المعارضين لعودته، ما فتح الباب أمام كل التأويلات، بما في ذلك التي اعتبرت القرار سياسياً صادراً من أعلى السلطات، التي رحبت على لسان الرئيس ايمانويل ماكرون بالاستدعاء قائلا إن "ديشان اتخذ قراراً جيداً وصحيحاً"، وهو تصريح فسره الملاحظون برغبة الرئيس في امتصاص غضب فئة كبيرة من جماهير الكرة، خاصة من مزدوجي الجنسية الذين الذي اعتبروا إقصائه قبل سنوات عنصرياً أكثر مما هو أخلاقي أو فني.

المعارضون لعودة بنزيمة في الظرف الحالي راحوا يتساءلون عن الذي تغير اليوم حتى يتم استدعاء مهاجم الريال للمنتخب، ولماذا لم يستعن به ديشان طيلة السنوات الخمس الماضية رغم أنه كان ولا يزال أحد أفضل المهاجمين في العالم، وما الذي يضمن استقرار المجموعة في اليورو المقبلة وحفاظها على توازنها ومستواها، خاصة أن علاقته بأوليفييه جيرو مثلاً ليست على ما يرام، بغض النظر عن المبدأ والسبب الذي دفع المدرب ورئيس الاتحاد الفرنسي إلى الاستغناء عن بنزيمة ومحاولاتهما إقناع الرأي العام كلّ مرة بقرارهما، الذي كان سارياً لأكثر من خمس سنوات، وصمد أمام كلّ الحملات الجماهيرية والإعلامية الداعمة لاندماج مزدوجي الجنسية واعتبارهم فرنسيين مثل غيرهم، والتي وقفت في وجه اليمين المتطرف الذي راح بدوره يذكر بأن اعادة استدعاء بنزيمة هو قرار سياسي لن يحل المشاكل السياسية والاجتماعية التي تعيشها فرنسا.

 

في مواقع التواصل الاجتماعي وأغلب وسائل الإعلام، لقي استدعاء بنزيمة استحساناً كبيراً في الأوساط الجماهيرية والإعلامية، التي رحبت بعودة اللاعب الذي لا يختلف حول جدارته ومهاراته أحد، لكن ذلك لم يمنع بعض المحللين من انتقاد القرار والتذكير بتصرفات بنزيمة التي أدّت إلى الاستغناء عنه، وتصريحاته الاستفزازية بعدها، خاصة عندما عبّر عن اعتزازه بأصوله الجزائرية وندمه على اختيار الجنسية الرياضية الفرنسية بدلاً من الجزائرية.

وراح أحدهم يذكر الفرنسيين بأن بنزيمة لم يردد في حياته نشيد فرنسا لما كان يلعب في المنتخب ولا يحفظه أصلاً، لذلك كان يجب حرمانه من العودة، والاستغناء عن كلّ مزدوجي الجنسية الذين صنعتهم فرنسا، لكنهم لا يترددون في نكران جميلها والتذكير دوماً باعتزازهم بأصولهم عندما يواجهون مشاكل ومتاعب في تجاوز أزماتهم.

موقف
التحديثات الحية

بعيداً عن كلّ الجدل والأسباب والتبريرات والتداعيات، يبقى الكل يترقب النتائج ليحكم على صحة القرار من عدمه، وتبديد أو تأكيد كلّ المخاوف التي تتوقع تأثيراً سلبياً لعودة بنزيمة على مردود المنتخب الفرنسي في نهائيات بطولة كأس أمم أوروبا المقبلة، خاصة أن فرنسا، كما يقول البعض، توجت بكأس العالم من دون بنزيمة، في وقت يركز البعض الآخر على الجانب الفني الذي يجعل من منتخب فرنسا أقوى بكثير بهجوم يتشكل من كيليان مبابي وأنطوان غريزمان وبنزيمة الذي علّق قائلاً " أنا سعيد وأترقب عودتي بشغف كبير".

المساهمون