قمة "البريميرليغ": غوارديولا يواجه لامبارد

قمة "البريميرليغ": غوارديولا يواجه لامبارد

23 نوفمبر 2019
من سيتفوق في المواجهة القوية المنتظرة؟ (Getty)
+ الخط -
ستكون مواجهة مانشستر سيتي وتشيلسي محط أنظار الجميع في إنكلترا، نظراً لأهمية هذه المواجهة على الصعيد التكتيكي وعلى صعيد الترتيب وتحديد المنافسة في الموسم الحالي مع فريق ليفربول. كما أنها مواجهة خاصة للمدربين الإسباني بيب غوارديولا والإنكليزي فرانك لامبارد الذي يُقدم مستوى مُميزا مع "البلوز" حتى الآن.

مسيرة الموسم الحالي

يحتل مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا قبل مواجهة فريق تشيلسي، المركز الرابع برصيد 25 نقطة جمعها من 8 انتصارات وتعادل و3 خسارات، بينما يتقدم عليه تشيلسي برصيد 26 نقطة في المركز الثالث (8 انتصارات وتعادلين وخسارتين).

وطبعاً يتفوق هجوم فريق مانشستر سيتي على هجوم فريق تشيلسي، حيثُ سجل الأول 35 هدفاً بينما سجل الثاني 27 هدفاً. ويدخل غوارديولا المواجهة بعد الخسارة القاسية أمام ليفربول (3 – 1) في ملعب "أنفيلد"، في وقت يعود تشيلسي من فوز سهل على فريق كريستال بالاس بهدفين نظيفين.

نقاط القوة

لم يُسجل أي فريق في "البريميرليغ" 35 هدفاً هذا الموسم، ومُعدل "الإكس جي" الخاص بفريق مانشستر سيتي هو (35,78)، أي أنه الفريق الأكثر خطورة على المرمى والأكثر صناعةً للفرص. ولا يملك أي فريق نسبة استحواذ عالية مثل "سيتي" بعد أن وصلت النسبة إلى (61%) ونسبة النجاح في التمريرات ناهزت 88%.

كما أن مانشستر سيتي سجل أعلى مُعدل تسديدات على المرمى في الموسم حتى الآن (21,5)، والأكثر إصابة للمرمى في مباراة واحدة (7,2)، والأكثر مراوغة في مباراة واحدة (13,9)، ولم ينجح أي فريق في صناعة فرص من لعب مفتوح أو كرات بينية أو كرات عرضية أو ثابتة.

ربما مانشستر سيتي هو الأفضل على أرض الملعب، حتى أفضل من ليفربول، بالأرقام الفنية وليس النقاط في الجدول، لكن يبقى فريق تشيلسي من الأندية الإنكليزية الأكثر تطوراً في الموسم الحالي تحت قيادة المدرب الجديد فرانك لامبارد.

اليوم وقبل مواجهة مانشستر سيتي، لا يمكن إغفال دور فرانك لامبارد في صناعة تشيلسي جديد بقيادة لاعبين شباب. لامبارد استلم الفريق الإنكليزي في ظروف صعبة، وربما أهمها حرمانه من التعاقدات واستقدام لاعبين ذوي مستوى مُرتفع، إلا أن هذه المشكلة لم تحرمه من صناعة أبطال من لاعبين شباب وتحويلهم إلى نجوم في "البريميرليغ"، ومنافستهم بقوة على المراكز المتقدمة في الترتيب خلافاً لكل التوقعات.

ويُحسب للمدرب لامبارد العمل التكتيكي الكبير على أرض الملعب على الصعيدين الدفاعي والهجومي، ويُحسب له أيضاً هذا التطور التدريجي المُميز للأداء بعد بداية صعبة للموسم، بخسارته أمام مانشستر يونايتد بنتيجة قاسية في ملعب "أولد ترافورد".

وقبل مواجهة مانشستر سيتي القوي، يدخل تشيلسي المباراة بمعنويات مرتفعة لأنه حقق ستة انتصارات متتالية في "البريميرليغ" وبأداء مُقنع وعرض هجومي ناري. وأمسى تشيلسي اليوم يلعب بطريقة جميلة وبأسلوب مُستحدث نابع من أفكار مدرب شاب يصنع ثورة تكتيكية حالياً في إنكلترا.

يعتمد تشيلسي على أداء مُشابه كثيراً لمانشستر سيتي عبر التمريرات الكثيرة في المساحات الضيقة والانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم، وهي الطريقة التي تُربك المنافس كثيراً وتجعله يخسر أمام الإيقاع السريع، وهي نقطة ضعف يُعاني منها فريق المدرب بيب غوارديولا هذا الموسم.

نقاط ضعف

تخلف مانشستر سيتي هذا الموسم، بفارق تسع نقاط عن فريق ليفربول في بداية غير موفقة للمدرب غوارديولا، ففي مباراة توتنهام خسر الفريق نقطتين بسبب أداء غير مُقنع، وأمام نورويتش تفوق الفريق بصعوبة كبيرة وارتكب الدفاع أخطاءً كبيرة في الخط الخلفي كادت أن تكون مُكلفة.

وتعرض سيتي لضربات موجعة في بداية الموسم بسبب إصابة كل من ليروي ساني والحارس إيديرسون والمدافع أيمريك لابورتي، كما وتعرض الفريق لإصابة عدة مدافعين، ما أحرج غوارديولا وتسبب له بأزمة في الخط الخلفي الذي كان سبباً في تراجع النتائج كثيراً.

هذا بالإضافة لارتكاب جون ستونز ونيكولاس أوتامندي أخطاء دفاعية كثيرة، وربما المشكلة الأكبر في الخط الخلفي تكمن في عدم تعويض فيسانت كومباني، العامود الفقري لدفاع غوارديولا، في السنوات السابقة. وأمام تشيلسي سيكون خط دفاع غوارديولا في خطر كبير بسبب الهجمات السريعة لتشيلسي وهجومه الفعال داخل وخارج منطقة الجزاء.

في المقابل، فإن نقاط ضعف فريق تشيلسي تتمثل بنقص الخبرة عند لاعبيه الشباب في التعامل مع المواقف الصعبة والمباريات الكبيرة، وخصوصاً التكتيك الخاص للمدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي رغم كل المشاكل هو قادر على إسقاط أي منافس بسهولة من دون مقاومة من المنافس.


كما أن دفاع فريق تشيلسي يبدو مقلقاً بسبب عدم نضجه الكامل، حيثُ تلقى الفريق تسعة أهداف في آخر خمس مباريات، وهذا الضعف يجعله عرضةً لخطر كبير سيُشكله هجوم مانشستر سيتي حتماً، المُتمثل بوجود أسماء مثل سيرجيو أغويرو، رحيم ستيرلينغ، كيفن دي بروين وديفيد سيلفا، هذا بالإضافة لإمكانية ظهور رياض محرز والتلاعب بدفاع فريق "البلوز".

في النهاية، من المؤكد أن هذه المواجهة ستشهد فعالية هجومية كبيرة، لكنها ستترك الكثير من الفراغات الدفاعية التي ستكون بمثابة "سيف ذو حدين" للفريقين خلال 90 دقيقة، فهل يتفوق المدرب الإسباني الخبير أم أن للمدرب الشاب فرانك لامبارد رأي أخر.

المساهمون