كيف احتفلت روسيا بالمئوية الثانية لشاعرها؟

كيف احتفلت روسيا بالمئوية الثانية لشاعرها؟

25 نوفمبر 2014
+ الخط -
في الرابع والعشرين من مايو/أيار 2011، صدر مرسومٌ رئاسي روسي يقضي بـ "الاحتفال بمرور 200 عام على ولادة ميخائيل ليرمونتوف". ولتنفيذ هذا المرسوم، تمّ تشكيل لجنة تنظيمية مهمتها الإعداد لأنشطة تليق بالمناسبة، ومتابعة إنجازها. وقد مُنحت هذه اللجنة ستة أشهر لوضع خطة بأنشطة على مدار العام والمصادقة عليها، لتخصيص الميزانية اللازمة. وفي النتيجة تمّ تخصيص مبلغ مئتين وسبعين مليون روبل (كانت حينها تعادل تسعة ملايين دولار)، وفقًا لموقع وزارة الثقافة الروسية الرسمي. 
وهكذا، نُفذت أعمال ترميم على نطاق واسع في منزل ليرمونتوف التذكاري في موسكو؛ "بيت ليرمونتوف"، وفي متحف الشاعر في بياتيغورسك، كما تم بناء متحف للتعريف به وبأعماله في محميّة تراخاني. جرت الاحتفالات على نطاقٍ واسعٍ في الأماكن ذات الصلة بحياة الشاعر: في بياتيغورسك، وتراخاني، وسان بطرسبورغ، وموسكو.
وقد نظّمت الأوساط الأدبية في جميع المدن الروسية تقريبًا، أمسيات قراءة مفتوحة لقصائد ليرمونتوف، مصحوبة بالموسيقى في أجواء احتفالية. أمّا القنوات التلفزونية الروسية فقد أعدّت موضوعات وبرامج لافتة بهذه المناسبة. كما لم تتخلّف الأوساط الموسيقية عن نظيرتها الأدبية في الاحتفاء بمئوية الشاعر الثانية. إذ قامت مجموعة "فانسي ميوزيك" بإعداد اثنين وثلاثين أغنية من قصائد الشاعر.
وكان للمسرح مساهمته المميزة في إحياء مئوية ليرمونتوف الثانية. فقد أُقيمت عدّة مهرجانات مسرحية بهذه المناسبة. وبطبيعة الحال، لم يفت المنظمين إعادة إصدار مؤلفات الشاعر في طبعات يوبيلية خاصة، في ثلاثة مجلدات، إضافة إلى ألبوم يحمل عنوان "ليرمونتوف، الفنان" نُشرت فيه صور اللوحات المائية التي رسمها. كما أعلنت وزارة الثقافة الروسية عن مسابقة لاختيار أفضل سيناريو لفيلمٍ روائي طويل عن الشاعر. وتمّ بمناسبة المئوية الثانية سك ميدالية تذكارية باسم "مئوية ليرمونتوف الثانية".
وأما في مدينة سان بطرسبورغ، فقد استمرّت على مدى عامٍ كاملٍ الأنشطة التي تُحيي المئوية الثانية، من معارض ورحلات وحفلات ومسرحيات وأمسيات أدبية وأخرى موسيقية. وقد شارك في تنظيم الأنشطة الاحتفالية كل من معهد الأدب الروسي التابع لأكاديمية العلوم الروسية المسمى بـ "بيت بوشكين"، ومتحف "كاتدرائية إيسايكفيسكي" الحكومي، ومتحف "نصب المدينة" الحكومي، ومتحف الطباعة، ومسرح ألكسندريسكي، ومسرح "بالطيسكي دوم" (البيت البلطيقي)، وأوركسترا سان بطرسبورغ الأكاديمية الحاملة لاسم شوستاكوفيتش، و"بطرسبورغ- كونسيرت"، وكثير من المتاحف والمسارح والمكتبات وصالات المعارض والمقاهي والمنتديات والاستديوهات.
اللطيف، أن بطرسبورغ أعدّت لسكّانها مفاجآت مبتكرة؛ حيث كانت تنتظرهم في أماكن كثيرة لا يتوقعونها في أرجاء المدينة، رفوفٌ عليها مجلّدات أعمال ليرمونتوف، على مبدأ "خذ واقرأ". ومن الأشياء الجميلة المفاجئة التي أعدّتها موسكو، ثماني عربات في مترو الأنفاق، مزينة بملصقات عليها قصائد للشاعر على خلفية لوحات رسمها فنّانون تشكيليون لهذه المناسبة. ولم يفت بالطبع الصحف والدوريات والمواقع الإلكترونية المعنية بالثقافة، أن تنشر بصورة دورية على مدار العام مواد متنوعة عن الشاعر.
وتوّجت الاحتفالات بمئوية الشاعر ميخائيل ليرمونتوف بحفلٍ فنّي كبير في مسرح البولشوي مساء الخامس عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ومن عام الثقافة، تنتقل روسيا إلى عام الأدب.

المساهمون