ماذا لو سُجن "أندرس" في العقرب؟

ماذا لو سُجن "أندرس" في العقرب؟

31 ديسمبر 2015
القاتل عندهم له حقوق أيضاً (فرانس برس)
+ الخط -
أندرس بهرينغ بيرفيك، سفاح نرويجي يميني متطرف قتل 77 شخصاً، وأصاب 151 آخرين، في هجوم بالسلاح الآلي على مخيم للشبيبة في جزيرة أوتايا وقنبلة على الحي الحكومي في ‫‏أوسلو‬ 22 يوليو/ تموز 2011.‬‬‬


تم القبض على أندرس وبعد محاكمة استمرت 10 أسابيع أصدر القضاء النرويجي حكما بسجنه 21 عاما بعد اتهامه بـ "الإرهاب والقتل العمد"، وتم حبسه في سجن (إيلا) الذي يعتبر سجن العقرب للنرويجيين، باعتباره أكثر سجن شديد الحراسة ومعزولا في مقاطعة خارج العاصمة أوسلو.

ورغم أن السجون في الدول الاسكندنافية تعتبر فنادق خمس نجوم فعلاً ومشهورة عالمياً أنها توفر أحسن ظروف إقامة للسجين، إلا أن "أندرس" كتب شكوى طويلة من 27 صفحة وأرسلها لوسائل الإعلام عن طريق محاميه يشتكي فيها من الظروف (غير الإنسانية) التي يعيشها داخل السجن.

وسرد أندرس في رسالته سبعة انتهاكات يتعرض لها من إدارة السجن تمثلت في:
1- قهوته الصباحية ليست ساخنة كما يحبها.
2- زبدة الإفطار قليلة.
3- منعه من استخدام مرطب بشرة بعد الحلاقة.
4- قطع خدمة الانترنت عن جهاز "اللاب توب" الذي معه.
5- فرض رقابة على الرسائل التي يكتبها.
6- منعه من استخدام جهاز لتلطيف الجو بالبخار.
7- وضع الأوصاد (كلابشات) في يديه عند نقله من مكان إلى آخر.

وقال "أندرس" في رسالته الموجهة لإدارة خدمات السجون الإصلاحية: "أشك بقوة في أن هناك مرافق احتجاز أسوأ من التي في النرويج"، واعتبر محاميه أن الانتهاكات التي تحدث لـ "أندرس" خرقاً فاضحاً للحريات الفردية، وظروف سجنه تعد "خرقاً لحقوق الإنسان".

وخرجت متحدثة باسم السجن وصرحت لوسائل الإعلام وفندت اتهاماته، ودافعت بأنهم يطبقون قانون السجن، وأنهم منعوا عنه الإنترنت عندما بدأ في تنفيذ فترة عقوبته، كما منعوا عنه الأدوات التي من الممكن أن تستخدم كسلاح طعن مثل الأقلام.

من النرويج إلى عالم آخر مواز، إلى مصر ‬ التي يحكمها العسكر تحت قيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي، حيث يوجد أكثر من 40 ألف معتقل سياسي تهمتهم إما الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين، أو رفع شعار رابعة أو المشاركة في المظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري، والانتماء إلى الحركات الثورية، بالإضافة إلى مئات اعتقلوا عشوائياً وزج بهم في المعتقلات من دون تحقيق أو محاكمة.

في عالم آخر موازٍ في مصر توفي 342 معتقلا داخل السجون، إما بسبب التعذيب أو الإهمال الطبي، منهم 37 قتلوا عمداً بأيدي ضباط الشرطة داخل سيارة ترحيلات أبو زعبل.

في عالم موازٍ، هناك المئات من المعتقلين داخل سجن العقرب أقصى أماني ذويهم أن تسمح الداخلية لهم بإدخال بطاطين الشتاء لأبنائهم وأزواجهم.

في عالم موازٍ، يوجد آلاف المعتقلين محبوسين في زنزانات معسكرات الأمن المركزي وأقسام الشرطة يتجاوزون الـ 70 معتقلا في زنزانة واحدة، وهي تسع عشرة فقط، بدون سرير أو تهوية أو تريض أو رعاية طبية ويقفون بالطوابير للدخول إلى دورة المياه، إن وجدت.

في عالم موازٍ في مصر، يوجد أكتر من 250 معتقلا مختفين قسرياً، قبض عليهم من بين أهلهم، لكنهم لا يعلمون مكان احتجازهم ولا مصيرهم في انتظار اتصال لاستلام جثثهم بعد قتلهم أثناء التعذيب.

وفي مصر، تترك إدارة سجن العقرب المعتقل المريض يشتكي من آلامه ومرضه وتمنع نقله للمستشفى ويُمنع عنه العلاج حتى الموت. وهناك ضباط مجرمون يتفننون في طرق تعذيب المعتقلين إما بالصعق الكهربائي أو التعليق من اليدين أو الحبس الانفرادي لشهور أو المنع من الطعام، أو الاعتداءات الجنسية، وغرق الزنازين بمياه المجاري، غير الإهانات اللفظية والتعذيب النفسي.

أمهات وزوجات المعتقلين يسافرون إلى السجون في القاهرة من محافظات قد تبعد عشر ساعات ليزوروا أولادهم وأزواجهم، وعندما يصلون ترفض إدارة السجن دخولهم من دون أي سبب، ولو دخلوا فقد لا تتجاوز مدة الزيارة خمس دقائق خلف حاجز زجاجي ويتحدثون معهم عبر التليفون.

(مصر)