أحمد داود أوغلو

التدافع التركي نحو نظام الأسد، مثل تدافع الأنظمة العربية نحوه، لن يحقّق ما تصبو إليه هذه الأنظمة، ولا الأحزاب التركية، بالنظر إلى طبيعته الإجرامية، ويشهد على ذلك أن هذا النظام بنسختيه، الأب والابن، لم يكن في أي يوم عامل استقرار في المنطقة.

ستكون الانتخابات المقبلة من أكثر الانتخابات التاريخية في تركيا التي سيشتد فيها السباق، وتصل التوترات والاستقطابات السياسية إلى ذروتها في ظل إصرار المعارضة وحشدها لإسقاط النظام الرئاسي، واستعادة النظام البرلماني الذي صوّت الشعب ضده عام 2017.

أربك رئيس الوزراء التركي الأسبق، أحمد داود أوغلو، المعارضة، بمواقفه المرتبطة بالتشارك في السلطة، في حال نجاحها بالفوز بالانتخابات المقبلة، وهو ما أثار امتعاض أحزاب الطاولة السداسية للمعارضة.

الطروحات التركية، والأحاديث عن لقاء بين الرئيس التركي أردوغان والأسد، وغيرها من تصريحات مسؤولين أتراك في الشأن السوري، غايتها سحب أوراق سياسية ضاغطة من المعارضة التركية والاستثمار فيها داخلياً بما تبقى من وقت، ريثما يحين موعد فتح صناديق الانتخابات.

تتزامن الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية 2023، حيث بدأت سياسة التحالفات الحزبية داخل تركيا تهيمن على المشهد الداخلي، مكتسبة أهمية خاصة في ظلّ استقطاب سياسي شديد تشهده البلاد.

التغير في الموقف التركي من الأزمة السورية ما كان يجب أن يفاجئ أحداً. لا ينبغي أن نفهم محاولة تفسير سياسة تركيا السورية وتبريرها، بل باعتبارها خطوة لازمة وضرورية للتعاطي معها بجدّية بعيداً عن التشنّجات المعتادة، سواء رفضاً لها أو اتفاقاً معها.

تشهد الأروقة السياسية التركية سجالاً بين الرئيس رجب طيب أردوغان ورفيقيه السابقين في حزب العدالة والتنمية المنشقين، وهما رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان.

أعرب زعماء 6 أحزاب تركية معارضة، اليوم الأحد، انتقادهم اتفاق بلادهم مع السويد وفنلندا، الذي فتح المجال للبلدين قبل أيام للانضمام إلى حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، معتبرين أن الاتفاق جاء خدمة للمصالح الشخصية للرئيس رجب طيب أردوغان.