الطائفية

لم يعد كابوس الزوال الحتمي للوجود الصهيوني نتيجة نبوءات توراتية فقط، ها هي إيران، والمقاومة في فلسطين واليمين، تصدم هذا المجتمع الغريب بوقائع مدركة بالحواس.

اعتماد السلطة على فادي صقر وخالد الأحمد، وهما شخصان هامشيان لدى العلويين، أمر خاطئ، حتى لو كانت السلطة تريد بذلك إغلاق الباب أمام رامي مخلوف وأمثاله.

بعد سقوط نظام الأسد في سورية ظهر مدافعون عن الحكم الجديد، عملوا على تصنيف كلّ من ينتقده في صفّ الفلول، ما زاد الاشتباك بين السوريين حدّةً.

منذ اللحظة الأولى لسقوط النظام السابق في العراق، سيطرت الأحزاب الإسلامية الشيعيّة على مفهوم الدولة المدنية، مستندةً إلى إرث طويل من المظلومية.

رغم تراجع أسباب التحشيد الطائفي والعرقي، ترفض الجماعات السياسية، التي اعتاشت من هذا التحشيد أن تفسح المجال لأشكال جديدة من فعّاليات المجتمع السياسي.

تقع على عاتق السلطة السياسية مسؤولية وضع أطر قانونية ومؤسّساتية تُجرّم تمجيد المرحلة الاستبدادية، وتُرسّخ سردية وطنية تتجاوز إرث "البعث" والأسدية.

مشكلة التعامل مع الصراع بمنطق المظلومية أنه يحجب الأسس الحقيقية المكوّنة له، بوصفه صراعاً سياسياً يمارس بأدوات القتل وعابراً للطوائف، حتى لو صوّر طائفياً.

لم يكن الوجود الفلسطيني المسلّح بلبنان سبب اندلاع الحرب الأهلية، كما يذهب أصحاب منازع طائفية وحزبية، بل كان الفلسطينيون ضحايا الحرب وفواجعها السياسية والأمنية.