من يسخر من الواقع، يفعل ذلك لأنه ما زال يؤمن أن هناك إمكانات ضائعة ينبغي تحقيقها. وعليه تصبح السخرية أداة تفكير تشجّع على طرح أسئلة بشأن ما يمكن أن يتغيّر.
كان المتنبّي الأكثر قدرةً على إخفاء التناقض بينه وبين مجتمعه، عبر شعر تسيطر عليه قوّة مجازية غامضة، بينما أعلن المعرّي موقفاً صارماً تجاه مجتمعه وزمنه.
" وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ".. هذا ما قاله المتنبي مخاطبا سيف الدولة الحمداني، ومشيرًا إلى سرّ الابتسامة التي قد تكون أحد أسرار تمايزنا البشري.
حين يُقنعنا المتنبي أو نيتشه أو المعري، فهم لا يفعلون ذلك بالبيانات والخوارزميات، بل بأسلوبهم الإبداعي الشعري أو المجازي. إبداعهم يحوّلنا إلى قرّاء مبدعين.
كانت زيارة أولى لبلد عمر الخيّام، البلد الجار الذي لا يفصل بيننا وبينه سوى البحر. وفي الإياب، كما في الذهاب، كانت الطائرة مليئة بالعُمانيين، وخصوصاً العائلات.
تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته، لا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته. هنا وقفة مع الشاعر السعودي إبراهيم زولي.