وقال علوي لـ"العربي الجديد"، الذي قابله عقب إنهاءه التحدي بنجاح: "هذه رسالة للعالم أكثر منها إنجاز، أردتُ أن أقول للعالم في كل مكان أنّ الشعب الفلسطيني قادر على التحدي والعطاء".
وبدأ علوي وطاقم "راية أف أم" التحدي، وبدأ البثّ منذ الساعة الحادية عشر من صباح يوم الإثنين وحتى الثانية من بعد ظهر اليوم بشكل متواصل، حيث تحوّلت الإذاعة إلى خليّة عسكرية، وبينما كان بعض أفراد الطاقم ومهندسي الصوت والمعدين يتناوبون على السهر والنوم، بقي علوي يحاور ضيوفه بأفضل أداء ممكن.
وتابع: "على صعيد الإعلام رسالتي هي أنّ الإعلام الفلسطيني لا ينقل الحدث فقط، بل هو قادر على صنع الحدث".
وعلى مدار الـ50 ساعة الماضية، امتنع علوي عن أكل الوجبات الرئيسيّة، واكتفى بالفواكه وبعض المكسرات والعصائر الطبيعيّة، دون أخذ أي نوع من المنبّهات، حسب ما أوضح لـ"العربي الجديد".
وأكد: "في الساعة 32 للبثّ، نصحني طبيبي بشرب فنجان من القهوة، رغم امتناعي عن شرب أي مشروبات تحتوي على المنبهات، وفعلت بناء على نصيحته". وتابع: "في الساعة الـ40 للحوار، بدأت أتعب بشكل ملحوظ، لكن رؤية كل هؤلاء الأصدقاء والزملاء الإعلاميين من وراء زجاج غرفة البث، أعطاني طاقة كبيرة".
وحطّم علوي الرقم القياسي في إدارة حوار متواصل لمدّة 50 ساعة، أي أكثر بـ4 ساعات من الرقم القياسي الذي سجّلته الإعلاميّة اللبنانيّة ريما نجيم، لمدّة 46 ساعة، وقبلها إذاعة في العاصمة البريطانية لمدة 40 ساعة.
وحسب شروط المسابقة التي وضعتها "غيينس" فإنّ المذيع يستطيع أن يصمت وهو يحاور الضيف لمدة دقيقة واحدة، فيما يُمنع الضيف من تجاوز الحديث أكثر من دقيقة، ويسمح للمذيع بأخذ استراحة لمدة خمس دقائق على رأس كل ساعة، أو 20 دقيقة كل أربع ساعات.
وعلى مدار الـ50 ساعة، حاور علوي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء رامي الحمد لله، والمحافظ ليلى غنام، وعدد من الوزراء، والقناصل والسفراء الفلسطينيين في العالم، وشخصيّات سياسيّة واقتصاديّة وأكاديميّة.
وكانت القضايا الأساسيّة التي دار حولها الحوار: القدس، إعادة الإعمار، البطالة والوضع الإقتصادي، وحريّة الحركة والتنقّل، الإعلام، مشاكل الشباب، ومعظم القضايا التي تتقاطع مع هموم الفلسطينيين.
وحول أبرز انجازاته في الحوار، قال علوي: "لقد وعد وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، بأن يعالج قضية "كراجات عبدو" وهي نقطة إجبارية للمسافرين الفلسطينيين عبر معبر الكرامة إلى الأردن، ويتم فيها وضع حقائب المسافرين بطريقة منفرة، وينتظر الفلسطينيون فيها ساعات، ما يشكل إرهاقاً وامتهاناً لهم".
وتابع: "أما الإنجاز الآخر الذي وعد رئيس الوزراء الفلسطيني بمعالجته، فيتلخص بالنظر في أمر ضريبة الأملاك على سكان تل الرميدة في الخليل، حيث يعيش الفلسطينيون قرب بؤرة استيطانية، وإصرارهم على الحياة رغم تنكيل المستوطنين اليومي بهم، ويعتبر انجازاً وصموداً صارخاً... ووعد رئيس الوزراء أيضاً بتقديم منحة مالية للمحال التجارية المغلقة في شارع الشهداء بمدينة الخليل، حتى يستطيع أصحابها فتحها من جديد والعمل فيها لحمايتها من أطماع المستوطنين".
وحول إنجازه القادم، قال علوي: "لا أعرف تماماً لكن من المؤكّد أنّ أي حلم أو إنجاز آخر لي، سيتمحور من الحكمة التي أؤمن بها: إذا أردت أن تحسن حياتك، عليك أن تحسن حياة الآخرين أولاً".
كاتب وروائي مصري