خلال تسع ساعات، تبدأ عند الواحدة ظُهراً، وتستمر حتى العاشرة مساءً؛ يُقام "مهرجان الموسيقى" الذي تُنظّمه "أوركسترا قطر الفلهارمونية" يوم 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، في "مركز قطر الدولي للمؤتمرات" في الدوحة.
يتضمّن المهرجان تسع حفلات رئيسية، تندرج تحت كلّ منها مجموعة من العروض. يُفتتح المهرجان مع عرض يقدّم فيه خمسة من أعضاء الأوركسترا عملاً لـ موزارت، هو "صغيرة الليل"؛ بتوزيع يتضمّن آلات الكمان والفيولّا والتشيلّو والكونترباص.
عند الثالثة، يكون الجمهور مع عرضٍ عائلي، هو "بيتر والذئب"، الذي وضع موسيقاه سيرجي بروكوفييف. يمزج العمل الموجّه بشكلٍ أساسي إلى الأطفال بين الحكايات الشعبية والقالب الموسيقي الأوركسترالي، في توليفة تضع الحكاية، التي تتقاطع مع قصّة "ليلى والذئب"، في سياقٍ موسيقي يقاربها بطريقة تُسهّل مرورها إلى الأطفال.
من فرقة الأوركسترا، تشكّلت فرقة أخرى، هي "مشروع تانغو الجديد" Tango Nuevo Project، تشارك بمجموعة من أعمالها التي تمزج الفالس والتانغو؛ وتستلهم الموسيقى الأرجنتينية والأوروبية، إلى جانب بعض أنماط الموسيقى المشرقية، مثل الشآمية والهندية؛ التوجّه لم يعد، على تميّزه، غريباً؛ لأنّ فرقاً كثيرةً، سواءً كانت عربية أم أجنبية، باتت تتّخذ منه مساراً لها.
في حفلٍ بعنوان "موسيقى الباروك"، يعود المهرجان بالمستمعين إلى ذلك العصر، الذي امتدّت موسيقاه من عام 1600 حتى 1750، والتي بدأت أولى إرهاصاتها في الموسيقى الإيطالية، من خلال نشأة قوالب مهمّة، مثل السوناتا والكونشرتو.
بطبيعة الحال، لا يمكن أن نقول "الباروك" من دون الوقوف عند أنطونيو فيفالدي، أحد أعلام هذه الفترة، والذي ستُقدَّم له قطعتان هما "الربيع" من "الفصول الأربعة" وكونشرتو الفلوت، إضاقةً إلى أربع مقطوعات لـ جورج فريدريك هاندل، وواحدة لـ مارك انطوان شاربنتييه.
تحضر موسيقى السينما من خلال عرض بعنوان "موسيقى من الأفلام"، يؤدّي فيه تسعة عازفين أعمالاً مثل "جيمس بوند" لـ مونتي نورمان، و"النمر الوردي" و"بيتر غان" و"ضوء القمر" لـ هنري مانشيني.
كُتبت معظم هذه الأعمال للأوركسترا، وسيعمل العازفون على دمج الجمل الأساسية لكل عمل، وتقديمها في قطعة واحدة تعبّر عنه. ويختلف أداء هذا النوع من الأعمال الموسيقية عن سابقاته، كونه وُضع للتعبير عن سياقٍ بصري، يمزج عناصر موسيقية متنوّعة، مثل الجاز والكونتري.
اللافت في هذا اليوم الطويل، أنّ القائمين على المهرجان لم يخصّصوا ولو ساعة واحدة للموسيقى العربية، علماً أن الفعالية ستشهد مشاركة الفنانة القطرية دانة الفردان، إلّا أنها ستقدّم عرضاً ضمن حفلٍ ختامي، يتضمّن مشاركة موسيقيين سيقدّمون أعمالاً كلاسيكية.