روما ليست بعيدة عن الرقة القابعة تحت ظل الخلافة المزعومة، أينما ولّيت وجهكَ في شوارعها تجد أيادي المصلوبين تدُلكَ على الطريق، هناك في شوارع الرقة السورية تسمعُ الأصوات التي تصدحُ بــ "فتح روما" ممتزجةً بصرخات المَصلوبين.
حين خرجت ذات صباح مسرعة لتدريس طلّابها، لم تودّع والديها ولم تلتفت وراءها، لم تبتعد كثيرًا عن منزلها حتى أكمل الطيران غارته الثالثة على الحي الذي تسكنه، اختبأت داخل محلٍّ تجاري، لتعود وتجد منزلها قد تحوّل إلى ركام.
بايعت "الخليفة" حتى أكسب ثقة ولدي قليلًا، لعلي أهرب به إلى الخارج وحصلت على البيعة من مندوب موكّل بهذا الأمر، كان مهاجرًا من المغرب العربي، أخبرني بلزوم الحضور لدورة شرعية حتى أتعرّف على ديني أكثر. ابتسمت له وأبديت استعدادي لذلك.
في مدينتي، لم يُقتل غاندي ولم يُصلب غيفارا، ولم يُعلّق مانديلا على بوابتها الشمالية، من قُتل ومُثل بهم هم البسطاء، من يظنّون أنّ حب الأرض سياسة، وأنّ كلمة الحقّ مقاومة تكفيهم كي يقف الكون كلّه معهم.