يوميات الوباء: العزلة شديدة الوطأة

يوميات الوباء: العزلة شديدة الوطأة

26 ابريل 2020
(محمد الخالدي)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع الكتّاب العرب في يومياتهم أثناء فترة الوباء، وما يودّون مشاركته مع القرّاء في زمن العزلة الإجبارية.


كان الوقت وما يزال هاجس اﻹنسان اﻷكبر منذ أن وعاه، فهو ضيّق حيناً وطويل حيناً آخر، بطيء وسريع يمر في لمح البصر ولذلك كان في صراع دائم معه، يحتال عليه لتزجيته وقد يحاول الهروب منه بالبحث عن فراديس يصنعها من خياله. هذا في الظروف العادية لكنه قد يتحوّل في ظروف أخرى - كالتي نمرّ بها هذه اﻷيام - إلى غول إن لم تصرعه صرعك وهذا الغول هو الفراغ المقرون بالعزلة شديدة الوطأة.

شخصياً، أنا ميّال بطبعي إلى العزلة بسبب اهتماماتي وانشغالاتي المتعدّدة لذلك فأنا دائماً في سباق مع الزمن ولم يؤثر فيّ الحجر الصحّي المفروص كثيراً. الشيء الوحيد الذي افتقدته هو المشي، فأنا مشاء أمام الله منذ الصغر. عدا ذلك فإنني أقضي وقتي في الاستماع إلى الموسيقى الشرقية (العود) والغربية (اﻷوبرا) كما أشاهد الكثير من اﻷفلام الوثائقية على موقع يوتيوب، ولا سيما المتعلقة منها باﻵثار وتاريخ اﻷديان والحضارات القديمة التي هي من صلب اهتماماتي، إلى جانب ممارسة التأمّل كرياضة.

أما على صعيد الكتابة، فقد قطعتُ شوطاً لا بأس به في روايتي الجديدة، السابعة في رصيدي السردي وأما الشعر فهو جنس مؤجل حالياً لاستحواذ الرواية عليه.


* شاعر وروائي ومترجم تونسي من مواليد 1948.من إصداراته: "قراءة الأسفار المحترقة" (1974)، و"قصائد الشبيه" (2007)، و"ديوان مدينة الأنقاض" (2009)، و"التنين المجنح: نصوص طاوية" (2012).

دلالات

المساهمون