يحظى الحراك الشعبي المستمر والمتصاعد ضد النظام السوري، وخاصة في الجنوب، بتعاطف معظم شرائح الشعب السوري، والقوى السياسية، بما فيها تلك الموجودة داخل سورية، وفي مقدمتها "هيئة التنسيق الوطنية" التي شاركت بفاعلية في مجمل الاجتماعات والمداولات
يبرز اجتماع "هيئة التفاوض السورية" المعارضة، يوم غدٍ السبت، في جنيف السويسرية، كإحياء لتحركات المعارضة بعد التغيرات الجذرية في الملف السوري، لا سيما في ظل التقارب العربي مع النظام.
لم يكن بقاء نظام الأسد نتيجة صموده، وإنما بفعل تدخّل إيران وروسيا، لكنّ ما ساعدهما على النجاح افتقار المعارضة المسلّحة لغطاء جوي، ومحدودية الدعم العسكري، لاعتباراتٍ تتعلّق بتفاهمات دولية وإقليمية معقّدة، لم تحسن المعارضة السياسية فهمها والتعامل معها
فشلت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية، اليوم الجمعة، في الاتفاق على خارطة طريق للسنوات الخمس المقبلة نتيجة الانقسامات العميقة بين القوى الغربية وروسيا وسورية.
مع تزايد التقارب العربي مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، تصاعدت المخاوف من انتقال هذا الأمر إلى الغرب، وهو أمر، إذا حصل، قد يؤدي إلى إفلاته من المحاسبة عن المجازر التي ارتكبها بحق السوريين.
بعد 12 عاماً على انطلاق الثورة السورية يبدو المشهد مختلفاً تماماً لما سعى له السوريون الذي خرجوا إلى الشوارع، فبشار الأسد لا يزال على رأس السلطة، وبوادر انفتاح إقليمي ودولي تجاهه بدأت تبرز، فيما المعارضة مشتتة بين أكثر من طرف.