بُعيد ساعات من إعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأربعاء، قرارا يقضي بعدم السماح لأي جهة حزبية أو عشائرية في البصرة بحمل أو حيازة السلاح كشف مسؤول في رئاسة الوزراء العراقية، لـ"العربي الجديد"، عن إيعاز الكاظمي بتشكيل لجنة لبدء تنفيذ القرار.
تشكل الحيّانية نموذجاً للإهمال الذي تعانيه الكثير من المدن العراقية الغنية بالنفط. إهمال لا يزال يتراكم على الرغم من تعاقب الحكومات منذ سقوط نظام البعث، ما يجعل أبناء المنطقة اليوم نواة صلبة للحراك في البصرة.
في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر سياسية عن عودة مرتقبة للرئيس العراقي برهم صالح من السليمانية إلى بغداد، لحسم ترشيح رئيس الوزراء، هدد قيس الخزعلي، زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" (وهي أحد مكونات تحالف البناء)، الرئيس بالإقالة.
سجلت تظاهرات ليلية حاشدة في العراق، ليل أمس الجمعة، مواجهات بقنابل الغاز من قبل عناصر الأمن، والتي أدت إلى تسجيل إصابات بحالات اختناق شديدة بين صفوف المتظاهرين، في وقت التحق شيوخ عشائر بالساحات، وحملوا شعارات تذكر الحكومة بثورة العشرين.
بعد رواية "الطرف الثالث" الذي يقتل المتظاهرين، جاء بيان منسوب لعشائر عراقية يهول من الحرب الأهلية، وتصريحات أخيرة لرئيس الحكومة عادل عبد المهدي، لتصب في إطار محاولة شيطنة الحراك الشعبي، تمهيداً لحملة قمعية أكثر تصعيداً.
فيما يتحضّر العراقيون لتظاهرات حاشدة، اليوم الجمعة، تبحث الحكومة عن "أكباش فداء" من أشخاص تحوم حولهم شبهات فساد، وذلك لتهدئة المتظاهرين والمرجعية الدينية في النجف، لا سيما مع تصعيد الأخيرة بوجه الحكومة والمتوقع انتقاله إلى مرحلة جديدة اليوم.
أدت عوامل عديدة خلال السنوات الماضية إلى تزايد الغضب ضد إيران في الجنوب العراقي، ليُترجم ذلك في التظاهرات المستمرة في البلاد منذ أكثر من شهر، والتي شهدت إحراق صور قادة إيرانيين في الجنوب ومحاولة لاقتحام قنصليتها في كربلاء.
بالتزامن مع قطع شبكة الإنترنت في العاصمة وباقي مدن البلاد، نفذت قوات الأمن العراقية حملة اعتقالات واسعة وُصفت بغير المسبوقة، طاولت ناشطين ومتظاهرين في بغداد وكربلاء وذي قار وميسان والبصرة، ومدن عراقية أخرى.
واصل العراقيون أمس الإثنين، تظاهراتهم في مختلف المحافظات، لاسيما في بغداد ومدن الجنوب والوسط، حيث أوقع القمع الأمني مزيداً من القتلى. ويأتي ذلك فيما واصلت السلطات تحركاتها السياسية، لاسيما عبر البرلمان الذي صوّت على مجموعة من القرارات لتهدئة الوضع.
لم يتمكن المحتجون في العراق حتى اليوم من تحقيق أهدافهم المطلبية. مع ذلك، فإنّ التظاهرات العامة التي بدأت قبل أسبوعين أسست لتضامن كبير بين المشاركين ظهر في عدة أشكال، لعلّ أبرزها إجلاء الجرحى وعيادتهم والتعزية بالضحايا