مرّ عام على الهدنة الأممية في اليمن، سجل في نهايته تقارباً سعودياً - إيرانياً، قد يساعد في نهاية الحرب التي لم تتوقف بعد، فيما يخشى من تمييع للسلام اليمني، وسط ما يرى فيه متابعون استفادة لأطراف الصراع من الحرب التي تخدم مصالحهم.
أخفقت القوات السعودية في تثبيت وقف إطلاق النار بين القوات الموالية للحكومة الشرعية والقوات التابعة لما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً في محافظة أبين، جنوبي اليمن، وذلك بعد يوم من انتشارها.
اتهمت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، التحالف السعودي الإماراتي، بتوسيع دائرة إطلاق النار في اليمن لتشمل مواقع غير عسكرية رغم الهدنة "المزعومة"، فيما شهدت محافظة البيضاء وسط البلاد، معارك عنيفة، لليوم الثالث على التوالي.
انتهت، اليوم الخميس، مدة الهدنة الإنسانية المفترضة التي أعلنها التحالف السعودي الإماراتي من جانب واحد في اليمن، دون تحقيق أي نتائج جوهرية، مع تصاعد الخروقات الجوية والبرية في عدد من المحافظات، دون مؤشرات على تمديدها.
اتهمت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، اليوم السبت، التحالف السعودي الإماراتي، بشن 33 غارة جوية خلال يوم واحد، وذلك على ثلاث محافظات يمنية، فيما أعلنت القوات الحكومية الموالية للشرعية كسر هجوم للحوثيين، شرقي اليمن.
فيما يحضر "السيفان والنخلة"، شعار السعودية، مجسّماً في واجهة مطار عدن الدولي كدورة جديدة لتبادل السلطة مع العلم الإماراتي الذي اختفى، فإن انتزاع سيادة اليمن واليمنيين في ظل سلطة شرعية ضعيفة يبدو نتاجاً طبيعياً للواقع اليمني المرير.
أوردت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية عن مصادر مطلعة أن السعودية وباقي الدول المتحالفة معها التي تفرض حصاراً على قطر، تقاوم ضغوطاً تمارسها الولايات المتحدة الأميركية لدفعها من أجل فتح مجالها الجوي أمام دولة قطر، وإنهاء اعتمادها على الأجواء الإيرانية.
تتجه الأوضاع في مناطق جنوب اليمن إلى الانفجار مجدداً، إذ إن "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي يستعد لنسف بنود اتفاق الرياض، الذي وقعه مع الحكومة الشرعية. كما أنه يصر على أن تكون محافظة عدن من نصيبه.
تتباين المعلومات والتسريبات حول حوار جدة لحل الأزمة بين الإمارات ووكلائها الذين سيطروا على عدن من جهة، والحكومة الشرعية من جهة أخرى، وسط معلومات عن مسودة اتفاق يقضي بالسماح للرياض بدور ريادي في عدن على حساب أبوظبي.
أكدت السعودية، اليوم الثلاثاء، تعرض محطتي ضخ لخط الأنابيب شرق - غرب لهجوم، وذلك بعد ساعات من إعلان جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، تنفيذ عملية عسكرية "كبرى" ضد أهداف سعودية.