"المسرح الوطني": زمن ما بعد التعيين في تونس

"المسرح الوطني": زمن ما بعد التعيين في تونس

05 سبتمبر 2020
من مسرحية "الخوف" لـ فاضل الجعايبي
+ الخط -

منذ أيام، أعلنت وزارة الثقافة التونسية (قبل تشكيل الحكومة الجديدة يوم الأربعاء الماضي) التمديد في آجال الترشح لمنصب مدير عام المسرح الوطني، إلى 18 أيلول/ سبتمبر الجاري، مع نهاية ولاية فاضل الجعايبي. يأتي هذا الإعلان كتعبير عن تعامل جديد من الوزارة مع المؤسسات التي تشرف عليها، حيث أن دراسة الترشيحات على أساس البرامج يأخذ مكان التعيين المباشر.

غير أن شروط وزارة الثقافة لا تبدو من خلال بلاغها إلا عودة إلى منطق التعيين مثل اشتراط "أن يكون المترشح مسرحياً من ذوي الخبرة والصيت، وله كفاءة مشهود بها في ميدان المسرح والفنون الدرامية والركحية وإدارة المشاريع المسرحية والفنية"، وهي عناصر يصعب قياسها، فهل يمكن تقييم الخبرة والصيت بالجوائز وهي قليلة، أم بالمشاركات في المهرجات والتي تُدار ضمن حسابات الشللية غالباً؟

يشير البيان أيضاً إلى ضرورة تقديم المترشّح لتصوّر حول "دعم إنجازات المؤسسة وسبل تطوير مكاسبها على مستوى التنظيم والتسيير والبنية التحتية ووسائل العمل وضبط الموازنات الاقتصادية الفنية وتنمية الموارد الذاتية"، وهو شرط يأتي في ظل اشتكاء المسرحيين طول السنوات الماضية من غموض توجهات مؤسسة "المسرح الوطني"، وكثيراً ما جرى التلميح إلى أنها تدار من منطلقات المصالح الشخصية أكثر من الفائدة العامة.

تعدّ مؤسسة "المسرح الوطني" الجهة المنتجة الرئيسة في تونس للنشاط المسرحي، وعلى الرغم من تعدد الفضاءات المنتجة مثل "لارتيستو" (غازي الزغباني) و"الحمراء" (سيرين قنون) و"نجمة الشمال" (نور الدين العاتي" و"تياترو" (توفيق الجبالي) فإن "المسرح الوطني" يظل الجهة الأكثر قدرة على تمويل إنتاج المشاريع المسرحية الكبرى، حيث أن وجود ميزانية ثابتة تخصصها وزارة الثقافة لهذه المؤسسة يجعلها اللاعب الرئيسي في قطاع المسرح التونسي.

تأسس "المسرح الوطني" في 1983 بمابدرة من وزير الثقافة الأسبق البشير بن سلامة ضمن رؤية كانت تحول الاستفادة من تجارب في مصر والعراق وسورية والجزائر والقطع مع التصوّرات الفرنسية التي تهيمن على السياسات الثقفية التونسية.

المساهمون