تعز اليمنية منكوبة بالحصار وغياب الخدمات

تعز اليمنية منكوبة بالحصار وغياب الخدمات

17 اغسطس 2015
تدهور الأوضاع وشح المساعدات (العربي الجديد)
+ الخط -

طالب رئيس مركز الإعلام والدراسات الاقتصادية اليمني، مصطفى نصر، دول التحالف العربي بقيادة السعودية، ومنظمات الأمم المتحدة، سرعة إغاثة محافظة تعز (وسط) التي انعدمت فيها كافة الخدمات الأساسية والتموينات الغذائية والمياه بسبب استمرار الحصار الخانق والمواجهات المسلحة باستخدام كافة أنواع الأسلحة منذ ما يقرب من 5 أشهر.

وقال نصر لـ"العربي الجديد" إنه نتيجة الحصار وصلت الأسعار في تعز إلى مستويات غير معقولة في ظل توقف كامل للتحويلات المالية وفقدان آلاف الوظائف، ما فاقم أوضاع المدنيين وخاصة النساء والأطفال. مشيرا إلى أن آلاف الأسر لا تجد الوجبات الضرورية في كثير من أيامها.

وأكد نصر أن الحكومة أعلنت تعز قبل أشهر "مدينة منكوبة" جراء الحصار وانعدام الخدمات، لاسيما الغذاء الأساسي والدواء، وحتى اليوم لم تقم وكالات الأمم المتحدة بإغاثة المدينة، سوى بعض الجهود البسيطة لمتبرعين ومتطوعين يمنيين. لافتا إلى أن أوضاع الأهالي في تعز تستدعي "إعلان حالة الطوارئ وتحركا عربيا ودوليا في الجانب الإنساني، وإنشاء جسر إنساني وإغاثي لمدينة تعز".

وأضاف أن "ما يقارب 2.2 مليون مواطن، أي 80 في المائة من سكان محافظة تعز (الأكثر سكاناً في اليمن) يعيشون أوضاعا إنسانية واقتصادية صعبة جراء الحرب الدائرة بين جماعة الحوثي وحلفائهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي منذ نحو خمسة أشهر"، والسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام المشتقات النفطية وغاز الطهو والحصار الذي تفرضه الجماعة على تدفق المشتقات النفطية والسلع إلى المدينة.

وبحسب تقرير صدر أمس الأحد عن مركز الإعلام والدراسات الاقتصادية، فإن أسعار المواد الغذائية ارتفعت إلى 50 في المائة داخل المدينة، و70 في المائة في ريف المحافظة مع عدم توفرها ما بين فترة وأخرى، يصاحب ذلك ارتفاع غير مسبوق لسعر أسطوانة الغاز بزيادة 600 في المائة. لكن انعدامه في الأسواق لأيام عديدة دفع المواطنين إلى اتباع الطرق التقليدية للطهو والمتمثلة في الاحتطاب وتقطيع الأشجار.

وأضاف التقرير أن كثيرا من المواطنين القاطنين في المدينة أو الريف، يجدون صعوبة بالغة في الحصول على المياه بسبب عدم توفر مادة الديزل لدى المؤسسة العامة للمياه، مما يتسبب في انقطاع المياه لأكثر من 60 يوما، ما يضطر المواطنين إلى شراء صهاريج المياه المتنقلة التي وصل سعرها إلى 8000 ريال مقارنة بالسعر السابق 3000 ريال يمني (14 دولارا أميركيا) بزيادة تصل إلى 150 في المائة، بينما ارتفعت في الريف بنسبة 200  في المائة، حيث تجاوز سعر الوايت (صهريج المياه) 9000 ريال (43 دولارا).

وتقوم النساء والفتيات والأطفال بجلب المياه على رؤوسهم من مناطق بعيدة تقع فيها آبارعميقة، جف معظمها بسبب شح الأمطار في معظم المناطق بالمحافظة.


ويؤكد التقرير "صعوبة الحصول على الخدمات الصحية جراء إغلاق العديد من المستشفيات والعيادات الخاصة بسبب القصف المتواصل على المدينة في أماكن الصراع داخل المحافظة". مشيرا إلى أن الانقطاع المستمر لشبكة الكهرباء وانعدام مادة الديزل وعدم توفرها إلا في السوق السوداء وبسعر يصل إلى 8000 ريال (38 دولارا) من أسباب توقف جزء كبير من المنظومة الصحية بالمحافظة.

وتسبب الإقبال الكبير التي تواجهه المستشفيات الحكومية بالمحافظة في "عدم قدرتها على توفير خدماتها لجميع مرتاديها بسبب الانشغال بالجرحى جراء القصف المتواصل على المدينة"، حيث بلغ عدد الجرحى بالمدينة ما يقارب 10 آلاف جريح منذ بدء الحرب.

وأدّت الحرب إلى نزوح آلاف الآسر من المدينة إلى ريف المحافظة هربا، وتدهور الاقتصاد وإغلاق العديد من المحال التجارية وفقدان عشرات آلاف العاملين لأعمالهم.

وتشهد مدينة تعز وتيرة تقدم متسارعة في العديد من جبهات القتال، ما يسرع من وقوعها كلياً في يد المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية، كما شهدت المدينة خلال فترة الصراع قصفا عشوائيا بكافة أنواع الأسلحة طاول العديد من المباني الخاصة الآهلة والعامة الخدمية وجعلت أجزاء واسعة من المدينة تبدو كمدينة أشباح يملؤها ركام الدمار.

وتحيط القوات التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) والرئيس السابق على عبد الله صالح بالمدينة من كل الاتجاهات، وتسيطر على كل المنافذ التي تربطها بالمحافظات الأخرى، حيث تمنع دخول المواد الغذائية الأساسية والمشتقات النفطية.

دلالات