ستينا: مغنيّة فنلندية تغازل تراث الجزائريين

ستينا: مغنيّة فنلندية تغازل تراث الجزائريين

07 يناير 2015
+ الخط -

أثارت المغنية الفنلندية "ستينا" أخيرا فضول الجزائريين في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب اهتمامها الشديد بأداء الأغاني الأمازيغية الجزائرية. فقدّمت أعمالاً لعمالقة هذا الفنّ، كان آخرها ما طرحته قبل أيام في أغنية "إزريو"، لعميد اللون الشعبي محمد العنقة، لكن بنسختها الأمازيغية التي غنّاها الفنان الراحل معطوب الوناس.

وكتبت ستينا على صفحتها الرسمية في فايسبوك: "إنّها سنة جديدة تبدأ، أستهلها بأغنية قديمة لعميد الأغنية الشعبية". وأضافت أنّ "غناء هذا العمل كان تحديا بالنسبة لي، وغنّيتها على طريقتها آملة أن تنال إعجاب الجمهور".

أما حول شغفها بهذا النوع من الأغنيات فتقول ستينا في قصّتها التي روتها على فايسبوك إنّها سمعت مجموعة من الأمازيغ يغنون في مدينة هلسنكي، فاقتربت وطلبت منهم بعض المعلومات عن هذا النوع الموسيقي وعن الحضارة الأمازيغية التي لم تكن تعرف عنها شيئا: "لم أكن أعرف إلا القليل عن هذه الحضارة وعن موسيقاها".

وعن طريقة اكتشافها وتعلقها بها قالت: "في البداية استمعت إلى بعض أغنيات المطربة طاووس عمروش وفرقة جرجرة، وللمطرب إيدير، وقد طلبت ترجمات للكلمات وأحببتها، ووقعت تحت تأثير سحر هذه الأنغام البسيطة والفاتنة في آن واحد، كما لا أنسى عازف البيانو الكبير إيغربوشن".

وتقول ستينا إنّ حلمها الكبير هو زيارة بلاد الأمازيغ "تلك المنطقة الجميلة من الجزائر التي سمعت عنها الكثير، والتي شاهدتها عبر الصور فقط فتعلّقت بطبيعتها وجوّها وتراثها الفني".


وتختم: "أنتظر اليوم الذي أغني أغنيتي الأمازيغية الأولى، لكنّ المشروع الحقيقي هو إصدار ألبوم متكامل".

وقد طرحت ستينا إلى الآن عبر قناتها اليوتوبية ست أغنيات هي: "تلت ايام" لآيت منقلات، و"تلا" لجمال علام، و"محبة" لابراهيم طيب، و"آد زيسا " لسليمان عزام، و"آيا لكسير إنو" لإيدير، إضافة إلى العمل الجديد، ما جعل الجزائريين يقبلون على متابعة صفحتها وينشرون فيديوهاتها على صفحاتهم تشجيعا لخطوتها ولاهتمامها بتراثهم الغني الذي ما زال مطويا في خزائن النسيان أمام عزوف الفنانين المحليين الشباب عن إعادة إنتاجه. وقد استطاعت المطربة أن تتفاعل معهم لإتقانها اللغة الفرنسية.

يذكر أن ستينا طالبة جامعية تنتمي إلى عائلة موسيقية وليس لها أيّ أصول عربية. كما درست الموسيقى في الكونسرفاتوار بمدينة هلسنكي، وفي أكاديمية سيبليوس، ويبدو أنّها اختارت طريقا مختلفا وغريبا لتؤسّس اسمها في عالم الفنّ، ولتثبت أنّ الأغنيات الجميلة يمكنها أن تطوي المسافات والزمن بين أبعد الضفاف في العالم، ما دامت تحلّق باسم الجمال والمحبة والإنسانية.

المساهمون