فيديو قبة الصخرة... مشهد جذب ملايين المشاهدين

فيديو قبة الصخرة... مشهد جذب ملايين المشاهدين

28 يناير 2019
ترى قبة الصخرة يشع منها النور (Getty)
+ الخط -
لم تتوقع الفتاة المقدسية، هيا الفتياني، طالبة التاريخ وعلم الآثار في جامعة بيرزيت شمال رام الله، والتي تقطن مع عائلتها في عقار جميل جداً يطل على ساحات المسجد الأقصى، أن يحقق مقطع فيديو يظهر مشهداً لقبة الصخرة، فيما الأمطار الغزيرة تشكل حولها حلة ساحرة من الجمال، انتشارًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذا الانتشار الواسع محلياً، وعلى مستوى العالم، شاهده الملايين، وسجلوا إعجابهم وتقديرهم له. لقد كان حدثاً غير عاديّ بالنسبة إلى هيا، وقد فوجئت بردود الفعل الواسعة عليه، كما قالت لـ"العربي الجديد"، مضيفة "مع ذلك أنا سعيدة جدًا كوني استطعت أن أدخل هذا الشعور بالسعادة لهذا العدد الكبير ممن يعشقون الأقصى، ويتمنون زيارته والصلاة فيه، سواء هنا على مستوى الوطن فلسطين، وعلى مستوى وطننا العربي والإسلامي والعالم جميعاً".


وتضيف: "مشهد لم يكن بالإمكان أن تتجاوزه وأنت ترى قبة الصخرة المشرفة يشع منها النور، بينما هي تغتسل بحلة بيضاء جميلة وسط ظلام دامس كان يحيط بها. لقد غسل المطر قلوبنا وملأها بالفرحة قبل أن تغتسل به القبة الذهبية، ويعود لها رونقها وجمالها". ما تتذكره هيا التي رافقتنا ووالدتها "أم صادق" إلى ساحة الأقصى ومسجد الصخرة من خلفنا، هو أنها نظرت إلى الخارج، فهالها جمال ما ترى، لم تتردد في تصوير المشهد، وقد حثتها والدتها على التقاطه، وتسجيله على الفور، لأنه كما قالت "مشهد قلما يتكرر".

كان التوقيت على غاية من الأهمية بالنسبة للطالبة الجامعية التي عشقت التاريخ وعلم الآثار، وقررت أن تدرسه. تقول هيا: "حدث قلما يحدث، بينما كان الأقصى، ومسجد الصخرة المشرفة، يتعرض للتدنيس من قبل المستوطنين، وكان الحراس قبل ذلك يحاصرون داخل المسجد. أتى المطر ليغسل درن المعاناة والشعور بالألم مما حدث. وكان لا بد أن يجرف المطر معه كل الحزن والألم، ويبدّل الله كل ذلك بمشاعر فرح وعشق للأقصى. فكانت القبة الذهبية بنورها ووميضها، عنوان فرح تلفع بالماء والثلج والبَرَد".

أما والدة هيا، فلم تخف سعادتها بما التقطته عين كاميرا ابنتها. لقد نبهتها إلى روعة المشهد وشجعت خطى الابنة كي تسجل ما رأت العين، وما سرّ القلب والوجدان. وتقول لـ"العربي الجديد": "لا تتخيلوا سعادتي لاحقا ًبما قرأت واطلعت عليه من ردود فعل. كانت ردوداً جميلة أدخلت السعادة إلى قلوبنا". تحدثت هيا ووالدتها المربية المتقاعدة عبر الفيديو، لترويا تفاصيل ما جرى في تلك الليلة الماطرة.

وتنحدر هيا، من عائلة الفتياني التي قطنت بجوار المسجد الأقصى، وكانت خادمة له على مدى قرون من الزمان. بقيت هذه العائلة داخل فلسطين بعد نكبة عام 1948، وحتى بعد نكسة عام 1967، إلا أنه هنالك من غادر للخارج بغية الدراسة والعمل. وتملك العائلة مدرسة العثمانية، وهي تعرف اليوم بدار آل الفتياني، الواقعة في الجهة الغربية من المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، بجوار المدرسة السلطانية الأشرفية. وتنسب إلى خانم، وهي سيدة تركية أوزباكستانية تدعى أصفهان شاه خاتون.

المساهمون