مخاوف دول الجوار الليبي تتعمق: إجتماعات مكثفة لحل الأزمة

مخاوف دول الجوار الليبي تتعمق: إجتماعات مكثفة لحل الأزمة

20 أكتوبر 2016
ليبيا تدعو دول الجوار لمساعدتها (محمود تركيا/فرانس برس)
+ الخط -
يستحوذ الوضع الأمني في ليبيا والمخاوف من تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى دول الجوار، على اجتماع وزراء خارجية الدول المجاورة لليبيا، في العاصمة النيجيرية نيامي، ورؤساء أركان جيوش مبادرة "5+5 دفاع" في العاصمة الجزائرية.

وعقد وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر والسودان والنيجر وتشاد ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر، والمبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا، جاكاوا كيكويتي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اجتماعاً لإيجاد حل للأزمة الليبية. ودعا نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، موسى الكوني، دول جوار بلاده لضبط حدودها في الاتجاهين للحد من التهريب والهجرة غير الشرعية وتسلل العناصر الإرهابية. وقال إن "اجتماع دول الجوار يعكس مدى حرص واهتمام دول الإقليم على إنجاح العملية السياسية على أرضية الاتفاق السياسي والمصالحة الوطنية".

وأكد ممثلو رؤساء أركان جيوش مبادرة "5+5 دفاع"، في الجزائر العاصمة، أمس الأربعاء، ضرورة التعاون والتنسيق من أجل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وقالت مصادر أمنية، لـ"العربي الجديد"، إن إسبانيا وإيطاليا وفرنسا طلبت من الجزائر المساعدة في ملاحقة المجموعات الإرهابية التي تنشط في شمال مالي وعلى الحدود مع ليبيا. ونقلت مصادر عسكرية جزائرية، على هامش أعمال الاجتماع الثامن لرؤساء أركان جيوش مبادرة "5+5 دفاع"، بحضور ممثلي الدول العشر الأعضاء في العاصمة الجزائرية، أن رئيس الأركان الفرنسي طلب من الجزائر التنسيق مع قادة حركات "الأزواد"، من أجل وقف المواجهات العنيفة بين الحركات والجيش المالي، والتي تجددت قبل أسبوع في شمال مالي. ولفتت المصادر إلى أن هذه المواجهات تهدد بشكل مباشر أمن الجزائر ومالي والمصالح الفرنسية في مالي، كما تعرقل مسار الأمن والاستقرار في المنطقة. وذكرت أن المخاوف الفرنسية ترتبط باحتمال لجوء المجموعات المالية المسلحة إلى فتح خط تعاون مع "داعش" في ليبيا.


من جانب آخر، دعا قائد القوات البرية الجزائري، اللواء طافر أحسن، الدول الأعضاء في المبادرة، التي تضم الجزائر وتونس وموريتانيا والمغرب وليبيا، إلى جانب إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والبرتغال ومالطا، إلى التعاون والتنسيق في الإقليم "الذي تطبعه كثافة عمليات مكافحة الإرهاب والتصدي للجريمة المنظمة"، معتبراً أن "الأخطار الناجمة عن الهجرة غير الشرعية زادت من حدة المخاطر". وأكد أحسن، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمبادرة، أن "5+5 من أكثر التكتلات نشاطاً في مجال التعاون المتعدد الأطراف والتشاور حول القضايا الأمنية"، معتبراً أن الدول الأعضاء في المبادرة أساسيون لضمان الأمن في المنطقة.

على الأرض، يرى المتتبعون للشأن الأمني أن الاجتماع يعتبر مهماً بالنظر إلى خط النار على مستوى ليبيا ومالي وانتشار الأسلحة، سواء في مالي أو لدى "داعش". وقال الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية في جامعة وهران، سعيد بلحية، إن الاجتماع يأتي في ظل الأزمة الأمنية الخطيرة التي تضرب بلدان المنطقة وهشاشة الوضع في ليبيا ومالي، مضيفاً أن "مبادرة 5+5 دفاع أمام خيار التنسيق الأمني لمكافحة الجماعات المسلحة والتنسيق الاستخباراتي بين الدول". ولفت إلى أن هناك تحديات على الأرض تهدد المنطقة وتحتاج إلى استراتيجية توافقية بين البلدان الأعضاء في المبادرة لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية أيضاً لما لها من تداعيات على المنطقة.

وحول الاجتماع، قال الأستاذ في العلاقات الدولية، محمد سليم حمادي، لـ"العربي الجديد"، "هذا الاجتماع لا يخرج عن السياق الإقليمي الذي تطبعه عمليات مكافحة الإرهاب والتصدي للجريمة المنظمة، في منطقة تحولت إلى بيئة حاضنة لأفكار التطرف، ومجال تتحرك فيه الجماعات الخارجة عن سلطة الدولة المركزية"، مضيفاً أن "الإرهاب تمدد على مستوى منطقة الساحل التي تفوق مساحتها 8 ملايين كيلومتر مربع، إضافة إلى تطور العمليات الإرهابية صوب أوروبا". وذكّر حمادي "بالعمليات الناجحة التي خاضتها الجزائر لمكافحة مثل تلك الظواهر، وتمكنها من تقديم مقاربة أمنية ناجحة بشأن محاربة الإرهاب، حيث يعتقد أن هذا الاجتماع لن يكون بمنأى عن الأحداث الجارية في سورية والعراق، أقصد الجهود التي تبذل للقضاء على داعش". واعتبر أن الاجتماع سيكون تمهيداً لحرب مقبلة على تلك الجماعات، حيث سيتم الاتفاق على وضع آليات قانونية وعسكرية وأمنية ووضع خطة مشتركة، تكون دفاعية أكثر منها هجومية".