نقل تمثال بورقيبة يثير جدلاً تونسياً

نقل تمثال بورقيبة يثير جدلاً تونسياً

02 يونيو 2016
(Getty)
+ الخط -
تزامن احتفال التونسيين بعيد النصر، يوم أمس الأربعاء، مع قيام السلطات التونسية بتنصيب تمثال الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، في الشارع الرئيسي بالعاصمة الذي يحمل اسمه. وقد قام رئيس الدولة، الباجي قائد السبسي، مع عدد من المسؤولين بالإشراف على هذا التنصيب، بمشاركة عشرات المواطنين الذين حملوا لافتات تمجّد مآثر الرئيس الراحل.

وكان قرار تنصيب هذا التمثال، قد أثار جدلاً واسعاً منذ الإعلان عنه منذ أشهر مضت، بسبب الكلفة العالية التي استوجبها نقل التمثال والتي تجاوزت، حسب بعض وسائل الإعلام المحلية، الثلاثمائة ألف دينار تونسي، أي قرابة مائة وخمسين ألف دولار.

وتجاهلت الحكومة هذا الجدل، ولم تقدم أية إيضاحات بخصوص تكلفة النقل، كما أنها لم تتراجع عن القرار، رغم مطالبة الكثيرين بإلغائه.

وكانت ردود الفعل على إعادة تنصيب تمثال الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، متباينة بين مستبشر، بحجة الأهمية الرمزية لهذا الزعيم "أمام تنامي الإرهاب"، وبين مستنكر، بدعوى ارتفاع تكلفة النقل، وعدم أهمية هذه الحركة، في ظل ما تمر به البلاد من فوضى ومشاكل.

على صفحتها على موقع "فيسبوك"، كتبت الصحافية عبير السعيدي "في نفس اليوم الذي تدشن فيه تونس تمثال بورقيبة تفتح سويسرا أطول نفق في العالم للسكك الحديدية بطول 57 كيلومترا، يربط بين ألمانيا وسويسرا وإيطاليا".

أما المدوّن ياسين العياري، فكتب "كُتب على جيلنا والقادمين قلع الأصنام وكسرها، كل الأصنام، الأحياء منها والأموات، ومع كل صنم ينصبون تقترب نهايتهم، هم جيل الخرافة والأصنام والمهرجين".

وكتبت الناشطة فاطمة ذوادي "ما هذه الجلبة والضوضاء التي تفتعلها الحكومة من أجل تركيز تمثال، لن نستفيد منه شيئا سوى تذكيرنا بسطوة الزعماء وظلم الحاكمين؟ كان من الأجدى أن تخصص الأموال التي أنفقت على هذا المشروع من أجل حماية الأطفال المتسولين في شارع الحبيب بورقيبة، من الجهل والعنف والتشرد".

من جهة أخرى، احتفى أحباء الزعيم الراحل بتنصيب تمثاله، فكتب القيادي في حزب "نداء تونس" زياد الخليفي "عودة الزعيم، هل من قراءة سياسية لهذا الإجراء، في ظل وجود حركة النهضة في الحكم، أم هو نجاح يحسب لرئيس الجمهورية؟".

أما الناشط الحبيب زدام، فكتب تدوينة جاء فيها "لمن يتشدقون بأن إعادة تمثال بورقيبة إلى مكانه كلف الدولة أموالاً طائلة، إن الزعيم الراحل ترك أبناء وبنات يحبونه ويجلّون ما قام به لصالح البلاد، ومن ينكر فضله لا مكان له في تونس الحديثة".

أما الناشط السياسي هادي العمري، فدوّن "رغم الأوضاع السيئة التي نمر بها، فإن عودة تمثال بورقيبة لها بُعد رمزي هام، وهو هدية لمن انتصر عليهم بورقيبة حيا وميتا".​

المساهمون