عبد السلام العجيلي ساخراً
عبد السلام العجيلي ساخراً
كان الأديب عبد السلام العجيلي من أظرف ظرفاء سورية. وكان يمتاز بأن سخرياته عبارة عن دعابات لا تؤذي الآخرين. روى لي في حوار أجريته معه سنة 1991 النادرة التالية:
كان لدينا أستاذ لمادة التربية الدينية هو الشيخ جميل العقاد. كان ينظم، في كل عيد، قصيدة يطبعها على بطاقات مزخرفة، ويوزعها على زملائه المدرسين، وعلينا نحن الطلاب. في أحد الأعياد نظم قصيدة يقول فيها:
عادتْ عليـكم بالصفـا أعيـادُ
صرحُ العلا يزهو بكم ويُشَـادُ
عيدي بعيد المسلمين ونصرهمْ
وفخارِهـم يوم الوغـى يزدادُ
يتابع العجيلي: أنا بدوري خَمَّسْتُ القصيدة بالطريقة الهزلية، فقلت:
عادت عليـكم بالصفـا أعيـادُ
وذقـونُكـم يلهـو بها الأولادُ
وصحونُكـم يحلـو بها الكَبَّادُ
يتـلـو عليـها شيخُنا العقادُ:
صرحُ العلا يزهو بكم ويشـادُ
***
عيدي بعيد المسلمين ونصرهمْ
وبلحم ضانٍ ناضجٍ في قدرهمْ
أما التلامذُ فالشقـاءُ ببَـرِّهمْ
أدعو: إلهـي نَجِّني من شرهم
ففسادُهم بيـن الـورى يزدادُ
***
إني أرى خطراً يحيط بقدسـنا
فاهربْ أخي حتى نفوز بنفسنا
ماذا يفيدُ ومَـن نُخيف ببأسنا؟
إن حاطنا الشـذاذُ والأوغـادُ
المهم أني كتبت هذه القصيدة على وريقات، ووزعتها من دون توقيع على الزملاء، ووصلتْ إحدى الوريقات إلى الأستاذ جميل العقاد، وذهبت إليه لأرى رد فعله عليها، وبادرتُه أقول:
- يا أستاذنا، إن هذا الطالب ذا التخميس السيئ قد أساء إلى قصيدتك ذات المعاني السامية، فما رأيك؟
قال متحسراً:
- آخ يا ولدي، ماذا أقول؟
ثم أنشد:
لو كان شِعْري شَعِيْراً لاستحسنتْه الحميرُ
لكن شعري شعورٌ، وهل للحمير شعورُ؟