"حياة الديمقراطية وموتها": إشكاليات نظرية وتاريخية

"حياة الديمقراطية وموتها": إشكاليات نظرية وتاريخية

10 ابريل 2021
عمل لوليد رشيد القيسي/ العراق
+ الخط -

ساهمت المآزق السياسية التي تضرب العالم في السنوت الأخيرة إلى مساءلة النظام السياسي السائد في العالم؛ الديمقراطية، حيث تعدّدت الندوات الفكرية والكتب والدراسات النظرية التي تتناولها مقارنة بفترات ماضية.

في هذا السياق تأتي إسهامات الباحث جون كين، ومنها كتابه "حياة الديمقراطية وموتها" الذي صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" ضمن سلسلة "ترجمان" مؤخراً، ونقله إلى العربية محمد العزيز.

يرى كين أن تاريخ الديمقراطية شهد ثلاث مراحل اتسمت بثلاثة نماذج حكم مختلفة، هي: ديمقراطية التجمع، وديمقراطية التمثيل، وديمقراطية الرقابة. وقد ظهرت ديمقراطية التجمع منذ نحو خمسمئة عام قبل الميلاد لتمتد إلى العصور الوسطى، في حين ظهرت ديمقراطية التمثيل منذ نحو خمسمئة عام في أوروبا وأميركا، وصولًا إلى ديمقراطية اليوم ألا وهي ديمقراطية الرقابة.

يشكّك كين في الفرضية القديمة التي مفادها أن الديمقراطية معيار عالمي يعبّر عن القيم الغربية؛ إذ يرى أن مستقبل الديمقراطية ليس مرتبطًا بالغرب، ولا بالديمقراطية التمثيلية، مشيرًا إلى تاريخ الهند الذي يبيّن إمكان وجود ديمقراطيات متعدّدة الأعراق، وإلى الإسلام الذي ينعم بتقاليد ديمقراطية مهملة، ويحذر من أن الديمقراطية اليوم أكثر هشاشة من أي وقت مضى.

يتألف الكتاب من أحد عشر فصلًا موزعة في ثلاثة أقسام. القسم الأول بعنوان "الديمقراطية المجلسية"، والثاني بعنوان "الديمقراطية التمثيلية"، فيما جرت عنونة القسم الأخير بـ "الديمقراطية الرقابية".

الصورة
حياة الديمقراطية

يعدّ المؤلف أحد أكثر الباحثين تنشّطاً في دراسة الديمقراطية نظريًا، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيدني ومركز برلين للعلوم الاجتماعية، وجامعة بكين للدراسات الأجنبية.

في ربيع عام 1989، ومباشرة قبل الثورات التي هزت وسط أوروبا وشرقها، أسّس "مركز دراسة الديمقراطية" في لندن، وهو أول مركز لأبحاث الديمقراطية في العالم. وخلال العقد الماضي أسّس شبكة سيدني للديمقراطية، وكان مديرًا لها.

له مؤلفات عدة، أبرزها كتبه الحائزة على جوائز والأكثر مبيعًا: "توم باين: حياة سياسية" (1995)، و"العنف والديمقراطية" (2004) ، و"الديمقراطية وانحطاط وسائل الإعلام"، إضافة إلى "حياة الديمقراطية وموتها"، الذي صدر باللغات الصينية، والإسبانية، والبرتغالية، والكورية. 

 

المساهمون