"التجريد العابر للقارات": تراث خمسة وسبعين عاماً

"التجريد العابر للقارات": تراث خمسة وسبعين عاماً

24 سبتمبر 2023
مقطع من عمل للفنان المالي عبد الله كوناتي (من المعرض)
+ الخط -

شهد تيار التجريد موجة تجريب وتجديد في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث سادت موجة تعبيرية في الولايات المتّحدة استمدّت عناصر عديدة في اللوحة من المدرسة السوريالية، بينما ذهب التجريديون في أوروبا إلى تمثيل الموضوع داخل العمل الفنّي بتكوينات غير منتظمة، وأُطلق على تجاربهم الفن غير الموضوعي.

ويرى مؤرّخو الفنّ أن الخمسينيات كانت العقد الأهم في تطوّر التجريدية ممارسة وتنظيراً، كونها تعبير عن الواقع وليست انفصالاً عنه، في إشارة إلى تصويرها المشاعر الداخلية للإنسان وتشخيصها لللاوعي وما وراء الطبيعة، وتجاوُزها مفهوم المحاكاة التي تأسّس عليها الفن التشكيلي.

"التجريد العابر للقارات" عنوان المعرض الذي يُفتتح في "غاليري عمر تيروش" بلندن مساء الإثنين، التاسع من الشهر المقبل ويتواصل حتى الثاني والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، ويضيء تجارب ثلاثة عشر فناناً تشكيلياً.

الصورة
عمل للفنان الصيني زاو وو كي، من المعرض
عمل للفنان الصيني زاو وو كي، من المعرض

يقدّم المنظّمون التطوّر في هذه المدرسة خارج إطار الفضاءين الأميركي والأوروبي، اللذين يختزلان العديد من المعارض التي نُظّمت حول تيارات التجديد، ويشير بيانهم إلى التوجّه نحو إقامة جزء ثانٍ من المعرض يحتفي بإرث التجريد، الذي يمتدّ لأكثر من خمسة وسبعين عاماً.

يضمّ المعرض أعمالاً للفنّان الماليّ عبد الله كوناتي (1953) الذي يوظّف تقاليد النسيج الغنّية والديناميكية في غرب أفريقيا، ويتناول ثيمات مختلفة؛ مثل الحرب، والصراع على السلطة، والدين، والعولمة، والتحولات البيئية، ووباء الإيدز الذي ينتشر في "القارّة السمراء".

كما تُعرض سلسلة أعمال للفنّان الكوري الجنوبي لي أوفان (1936) الذي درس الفلسفة في مدينة يوكاهاما، وأقام معرضه الأوّل في اليابان عام 1967، وله العديد من التنظيرات وتجربة ممتدّة تستند إلى تصوّراته حول تعايش الإنسان مع الكون من حوله.

ويشارك الفنان الإسترالي وارليمبيرنغا جابالتجاري (1960) الذي ينتمي إلى السكّان الإصليين في أستراليا، وترتكز رسوماته على القصص والقصائد من ثقافته، وكذلك الكائنات الروحية، التي تُسمّى الأسلاف، ويقدّسها الأستراليون القدامى، وغيرها من الرموز والأماكن المرتبطة بها.

إلى جانب أعمال للفنانين البريطاني أنتوني كارو (1924 - 2013)، والفرنسيَّين الألمانيَّين هانز أرب (1886 - 1966) وهانز هارتونغ (1904 - 1989)، والأرجنتيني لوسيو فونتانا (1899 - 1968)، والبرتغالية ماريا هيلينا فييرا دا سيلفا (1908 - 1992)، والفرنسيين بيير سولاغ (1919 - 2022) وجورج ماتيو (1921 - 2012)، والأميركية جوان ميتشل (1925 - 1992)، والصيني زاو وو كي (1920 - 2013)، والروماني أدريان غيني (1977).

آداب وفنون
التحديثات الحية
 

المساهمون