"الفلهارمونية في المكتبة": مقطوعتان لتشايكوفسكي وبورودين

"الفلهارمونية في المكتبة": مقطوعتان لتشايكوفسكي وبورودين

04 مايو 2023
بورتريه لبيتر إليتش تشايكوفسكي (Getty)
+ الخط -

في خمسينيات القرن التاسع عشر، ظهرت "المدرسة الروسية الجديدة" وسعوا معاً لإنشاء شخصية وطنية في الموسيقى الكلاسيكية، وتكوّنت من خمسة ملحنين هم ميلي بالاكيرف، وسيزار كوي، وموديست موسورجسكي، ونيكولاي ريمسكي كورساكوف، وألكسندر بورودين، وكان الأخير قد جاء من مجال الطب والكيمياء.

بعيداً عن هذه الأجواء، صعد اسم بيتر إليتش تشايكوفسكي الذي تلقى تعليماً يؤهله للعمل موظفاً في الحكومة، قبل أن يدرس الموسيقى عند إنشاء "معهد سانت بطرسبرغ" عام 1856، وكانت مقرراته الدراسية تحاكي المعاهد الموسيقية الغربية، ما جعله يحقق حضوراً كبيراً في أوروبا خلافا لمن سبقوه من المؤلفين الروس.

ضمن برنامج "الفلهارمونية في المكتبة"، تقيم "أوركسترا قطر الفلهارمونية" عند السادسة والنصف من مساء الأربعاء المقبل في "مكتبة قطر الوطنية" بالدوحة، حفلاً بعنوان "أوتار الرومانسية في روائع موسيقى الحجرة لتشايكوفسكي وبورودين".

يتضمّن برنامج الحفل مقطوعتين هما "السداسي الوتري الثاني بسلم ري الصغير" لـ ألكسندر بورودين (1833 – 1887)، و"السداسي الوتري بسلم ري الصغير: `ذكريات من فلورنسا`" لـ بيتر إليتش تشايكوفسكي (1840 – 1893).

ويشارك في العزف كل من أورا لورينا مانيسكو وديمتري تورتشينسكي (كمان)، وأندريا ميريوتا وفيكتور سومينكوف (فيولا)، وكريستوف شميتز وحسن معتز الملا (تشيلو)، وغينادي كروتيكوف (دبل باس).

لم تلق مؤلفات بورودين في موسيقى الحجرة اهتماماً مثلما حدث مع مقطوعاته الأوركسترالية، التي شغلت معظم حياته المهنية، بينما كتَب أعمال موسيقى الحجرة خلال الفترة التي قضاها في ألمانيا في أواخر خمسينيات القرن التاسع عشر عندما كان يقوم بعمل دراسات عليا في الكيمياء، ومرة ثاتية خلال إقامته في سانت بطرسبرغ عندما وقع تحت تأثير كورساكوف ضمن معزوفات "المدرسة الروسية الجديدة" آنذاك.

مقابل ذلك، كانت تلك الأعمال موضع انتقاد يصل إلى حدود السخرية من قِبل تشايكوفسكي الذي كان يقرّ أن بوردين كيميائي جيد، لكنه لا يستطيع التأليف من دون مساعدة ريمسكي، لكن ذلك لا ينفي خصوصية بوردين الذي وظّف في أعمال الحجرة ألحاناً شعبية روسية.

أما مقطوعة "تذكار فلورنسا" لتشايكوفسكي فتمّ تأليفها عام 1890، وعُزفت على الكمان والتشيلو، وهي تتكوّن من أربع حركات، تأتي الأولى بشكل سوناتا ومن دون مقدمة، بينما تكون الحركة الثانية بطيئة تعكس نزعة رومانسية، وتتناقض الحركتان الأخيرتان بألحانهما وإيقاعاتهما الروسية الشعبية بشكل كبير مع الحركتين السابقتين.
 

المساهمون