عاطف معتمد.. تاريخ العمران في صحراء مصر الشرقية
يهتم أستاذ الجغرافيا الطبيعية والباحث عاطف معتمد بصحارى مصر في الشرق والغرب في أكثر من مقال وكتاب مترجم له، ضمن مستويات عدّة؛ أركيولوجية وجيوليوجية وعمرانية وجغرافية، في محاولة لتقديم صورة شاملة عن مناطق تشكّل حوالي 95% من المساحة الكلية لمصر التي يتركّز سكّانها في حوض نهر النيل فقط.
من آخر إصداراته في هذا المجال كتاب "الأرض الحمراء.. جغرافية الآثار في صحراء مصر الشرقية" للباحثِين ستيفين بوثام، ومارتن هنس، وهيندراكي نوينز، والذي ترجمه إلى العربية بالاشتراك مع ريهام أبو دنيا، وعزت زيان، ومحمد رزق، وقد صدر حديثاً عن "المركز القومي للترجمة".
ضمن فعاليات "نادي الكتاب الشهري" في "بيت المعمار المصري" بالقاهرة، تنظَّم عند السادسة من مساء السبت المقبل حلقة نقاش مع معتمد تحت عنوان "المعمور والمهجور (اللامعمور) في صحراء مصر الشرقية".
تضيء الحلقة "العلاقة التي ربطت هذه الصحراء بالمراكز الحضارية الكبرى في وادي النيل، كما تستعرض عدداً من الرحلات التي قام بها المُحاضر وترجماته لأحدث نتائج البعثات الأثرية التي تناولت تاريخ العمران في العصور السابقة، كما جاءت في خطط المقريزي وحتى يومنا هذا"، بحسب بيان المنظّمين.
يعود معتمد إلى المواقع الأثرية للعصر اليوناني/ الروماني والتي تُعد مدينة مونس كلوديانوس الرومانية أبرزها، وعُرفت بإنتاج حجارة البناء والأعمدة الضخمة التي سُميّت بالحجر الملكي، حيث احتضنت الصحراء عمليات التعدين، وبنى الجيش الروماني هناك العديد من المناجم فيها، ونشأت حولها مواجهات بينهم وبين سكّان المنطقة.
كما يتحدث عن طرق النقل والتجارة في الصحراء الشرقية التي ربطت عبر عدد من الممرّات بين مدن وادي النيل وموانئ البحر الأحمر التي شكّلت نقاط اتصال بين مصر وشرق أفريقيا من جهة، وبين مصر وجنوب شبه الجزيرة العربية من جهة أُخرى.
ويتطرق المُحاضر إلى أهم الحصون والقلاع التي بُنيت في المنطقة، وكذلك الحصون والقلاع والمعابد وأطلال البلدات والوكالات التجارية، بالإضافة إلى التركيبة الديموغرافية الممثلة في ثلاث قبائل رئيسية استوطنت المكان ويرتبط بعضها بصلات قرابة مع قبائل في السودان.
يُذكر أن معتمد يستعد لإصدار كتاب مترجم آخر يضمّ مجموعة من الدراسات بعنوان "شعوب الصحراء الشرقية"، ويتناول التكيف البيئي لسكان هذه الصحراء منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الراهن.
