"وصلت، رأيت وسقطت": وجوه يوليوس قيصر المتعدّدة

"وصلت، رأيت وسقطت": وجوه يوليوس قيصر المتعدّدة

23 سبتمبر 2023
من المعرض
+ الخط -

يُعتبر يوليوس قيصر (100- 44 قبل الميلاد) من أشهر الشخصيات التاريخيّة على مرّ العصور. فقد كان قائداً عسكرياً وكاتباً وسياسياً ورجل دولة وخطيباً، واستطاع أن يسيطر على إمبراطورية روما، أعظم الإمبراطوريات التي كانت قائمة في الغرب، لكنّه بعد أن تحوّل إلى دكتاتور، دفع ثمناً باهظاً لجشعه لـ السلطة، لينتهي به المطاف بأن يُقتل في مؤامرة غيّرت مسار أوروبا، وأسالت الكثير من الحبر.

فمن كان حقاً يوليوس قيصر: هل كان سياسياً بارعاً أراد أن يجمع السلطات كلّها بين يديه حتى تدمير مؤسسات الجمهورية؟ أم ّتقدّميّاً عرف كيف يرتقي بنفسه ويعزّز مكانته البطولية؟ أم مجرّد علامة تجاريّة إذا ما أردنا استخدام مصطلحات اليوم؟ 

عن هذه الأسئلة وغيرها، يحاول أن يجيب المعرضُ الذي يستضيفه متحف "أتش أرت" في أمستردام، والذي يضم أكبر معرض خاص لجميع وجوه يوليوس قيصر تحت عنوان "وصلت، رأيت وسقطت"، ويتواصل حتى العشرين من أيار/ مايو 2024. 

بالنسبة إلى عنوان المعرض، فهو مُقتبس من العبارة اللاتينية "Veni, vidi, vici"، والتي تعني (وصلت، رأيتُ وانتصرت)، المنسوبة إلى قيصر بعد انتصاره في معركة زيلا (47 قبل الميلاد). لكن بدلاً منها جرى اقتراح تعبير "وصلت، رأيت وسقطت"، في محاولة لنقل التناقضات الموجودة في حياة الشخصية الأسطورية.

وسرعان ما يستطيع الزائر أن يرى هذه التناقضات عبر 150 قطعةً أثرية، موزّعة في صالات المتحف، إضافة إلى أربعة تماثيل نصفية رخامية، بين أشياءٍ أخرى جُلبت من "المتحف الأثري" في فلورنسا، و"المتحف الروماني الوطني".

الصورة
من المعرض
من المعرض

وقد رُتبت هذه التماثيل والوجوه على التوالي بهدف إعطاء الزائر انطباع أنه يبحث عن الوجه الحقيقي لقيصر كما وُصف في كتب التاريخ بأنّه: "طويل القامة، أبيض البشرة، أطرافه جيّدة الشكل، وجه مستدير، عيون سوداء وحيوية. لم يكن يحتمل الصلع بصبر، ولهذا السبب كان يمشط شعر رأسه الخفيف على جبهته".

ترسم القطع الموجودة في المتحف مسار حياة يوليوس قيصر كابن لعائلة أرستقراطية نشأ في زمن حرب أهلية طويلة  بين الأوبتيميتس، الذين كانوا يدعمون النخبة الأرستقراطية في مجلس الشيوخ، بين الببولاريس الذين أرادو تقييد نفوذهم. هكذا انضم يوليوس إلى الببولاريس، مغادراً روما وبادئاً حياته العسكرية كرومانيّ عادي وصل مع مرور الوقت ليصير جنرالاً مشهوراً، ثم دكتاتوراً احتكر السلطة، ما أدى إلى سقوطه وقتله.

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون