مزنة المسافر.. تنقيب في سينما الحياة اليومية

مزنة المسافر.. تنقيب في سينما الحياة اليومية

04 يناير 2017
(من الندوة)
+ الخط -

في أمسية سينمائية بعنوان "توظيف التراث في السينما.. المخرجة مُزنة المسافر نموذجاً"، أُقيمت بحضور المخرجة العُمانية قبل أيام في "الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء"، عُرضت ثلاثة من أفلامها القصيرة قدّمها وناقشها الشاعر سماء عيسى.

في العرض الأول تأخذنا المسافر في فيلمها التسجيلي "دانة وأنا، رحلتنا مع الماعز" (2015) إلى بيئة بدوية خالصة في المنطقة الشرقية لم تطلها بعدُ يد المدنية، وتروي حكاية دانة، الطفلة التي تذهب مع أمها في رحلة مع الماعز. كأن المخرجة تريد أن تقول إن التفاصيل الصغيرة مهمّة في العمل السينمائي كما في الحياة، وتريد أن تفتح العيون على حكاية المرأة البدوية التي تراها أكثر تحرّراً من نساء المدينة.

أما الفيلم التسجيلي الثاني "بشك" (2015)، والذي يعني "ثوب" باللغة البلوشية، فيعالج الهوية البلوشية، وهي الإثنية التي تنتمي إليها المخرجة، من خلال حكاية أخوات ثلاث يتحدّثن عن مجتمعهنّ في إحدى حواري العاصمة مسقط، ويذهبن في رحلة إلى السوق لتفصيل ثوب نسائي.

في حين يُضيء "تشولو" (2013)، فيلمها الدرامي الحاصل على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي عام 2014، جانباً آخر من الهوّية العمانية، وهي الهوّية الأفريقية حين كانت عُمان تمتدّ إلى "أبعد من زنجبار". يتتبّع الفيلم رحلة صبيّ عُماني يدعى عبد الله، يذهب مع أبيه إلى زنجبار للقاء أخيه الأفريقي تشولو، سرعان ما تنشأ بينهما علاقة أبعد من الأخوّة حين يسائل كلاهما الآخر عن مكانه الأول ولغته الأولى.

يرى عيسى أن مزنة المسافر "تحمل شغف الميثولوجيا وتطمح إلى تقديم لغة سينمائية توازي الواقع، لكنها لا تطرح إجابات جاهزة، بل نهايات مفتوحة". يضيف "إنها لا تزرع الطمأنينة بل تزعزع الواقع وتنتقده، خصوصاً في ما يتّصل بواقع المرأة في المجتمعات المتزمّتة، ولعلّ فيلمها القصير الأول "نقاب" (2010) يحمل نقداً لاذعاً للعادات والتقاليد التي تقدّم المرأة خيمة سوداء تخفي بداخلها جمال المرأة الحقيقي".

وفي سؤال لـ "العربي الجديد" حول هواجس الهوية لدى المخرجة في أفلامها، وهل مردّ ذلك هو جذورها البلوشية رغم أنها تعيش في مجتمع متعدّد الهويات كالمجتمع العُماني، خصوصاً في مسقط، قالت المسافر: "إن هذا محتمل فالبحث عن الذات هو سؤال أيّ فنان، وعندنا في عُمان ثقافات مختلفة ومتداخلة في آن، لكن السينما قلّما تناولت هذا الجانب. الاختلاف شكل من أشكال التعايش الذي يثري الثقافة العُمانية".

يذكر أن الأفلام الثلاثة المعروضة صُوّرت بتقنية كاميرا الهاتف المحمول في ظلّ غياب الدعم المؤسساتي. في المقابل، شاركت المسافر في مهرجانات عدّة كمهرجانَي أبوظبي ودبي السينمائيين، وعرضت أفلامها أيضاً في "متحف الفنّ الأفريقي" في واشنطن، وفي مهرجان الأفلام الأفريقية في نيويورك، وفي "معهد العالم العربي" في باريس، وفي "متحف الفيلم" في أمستردام.

المساهمون