تحديات كبيرة تطاول زراعة القمح في "شرق الفرات"

تحديات كبيرة تطاول زراعة القمح في "شرق الفرات"

04 مارس 2023
ارتفاع كبير في التكاليف (رامي السيد/ فرانس برس)
+ الخط -

ينتظر الفلاحون في الشمال الشرقي من سورية أو ما بات يعرف بـ "شرقي الفرات" محصول القمح لموسم 2023، آملين أن يكون أفضل من المحاصيل في المواسم السابقة. ووفق مصادر في وزارة الزراعة في حكومة النظام السوري لـ "العربي الجديد"، فان إجمالي المساحة المزروعة من محصول القمح للموسم الحالي في عموم سورية بلغ نحو مليون و200 ألف هكتار، منها نحو 550 ألف هكتار للقمح المروي، بينما نسبة إجمالي المساحة المزروعة من محصول القمح البعل بلغت نحو 640 ألف هكتار.

وتقع مساحة تقدر بـ 500 ألف هكتار ضمن المناطق تحت سيطرة النظام بينما جل المساحة المتبقية تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد)، وتأتي محافظات الرقة، دير الزور والحسكة في مقدمة المحافظات السورية المنتجة للقمح.

وأشار احمد يونس نائب هيئة الزراعة والري في شمال شرق سورية في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن "القمح من المحاصيل الاستراتيجية في سورية"، مضيفاً: "تعد منطقة شرقي الفرات سلّة غذاء البلاد. في شمال شرق سورية الكثير من قنوات الري والكثير من السدود التي كانت تغذي الاراضي المزروعة بالقمح".

ويشير إلى أن هذه الزراعة "تدهورت خلال السنوات الحرب وتراجع الإنتاج الى مستويات متدنية"، مؤكداً ان "الإدارة الذاتية في شمال شرقي سورية توفر للفلاحين مستلزمات الانتاج الزراعي من المحروقات ومن البذار المحسنة السورية وإدخال اصناف جديدة". ولكن فرج الغريب وهو أحد الفلاحين في ريف الحسكة يؤكد في حديث مع "العربي الجديد" ان الدعم المقدم لزراعة القمح "غير كاف"، مضيفاً أن أسعار المحروقات والأسمدة تفوق طاقة غالبية الفلاحين في المنطقة، فالكمية التي تقدمها الإدارة الذاتية بأسعار مدعومة لا تكفي حتى انتهاء موسم السقي.

وفي السياق، يوضح إبراهيم الحمد وهو من فلاحي الريف الغربي لمدينة الرقة في حديث مع "العربي الجديد" أن "كمية المحروقات التي توفرها الإدارة الذاتية غير كافية لذا نضطر للشراء من السوق بأسعار عالية تصل الى ثلاثة آلاف ليرة سورية (ما يعادل نصف دولار) لليتر الواحد من مادة المازوت"، مشيرا إلى أن مادة السماد "غالية"، وسعر كيس السماد يصل الى حوالي 250 ألف ليرة سورية (أكثر من 50 دولاراً)".

وكانت سورية تنتج قبل الحرب أكثر من 3.5 ملايين طن قمح، وهو ما يكفي حاجة البلاد ويفيض قسم منه للتصدير وخاصة من نوعية القمح القاسي، وتحتاج البلاد إلى 2.2 مليون طن من القمح سنويا لإنتاج الخبز فقط.

المساهمون