مليارات ليبيا والليالي الحمراء

مليارات ليبيا والليالي الحمراء

21 يونيو 2016
الجديد في تقرير"دايلي ميل"هو الكشف عن اسم بائعة الهوى(Getty)
+ الخط -
ما كشفته صحيفة "دايلي ميل" البريطانية أمس من تفاصيل تخص عملية احتيال على ليبيا قام بها أحد مصارف الاستثمار الأميركية الكبرى، وما أسفر عنها من تكبيد الاحتياطي الليبي الخارجي خسائر تتجاوز 2.1 مليار دولار ليس جديداً بالنسبة لنا على الأقل.

فقد نشرنا في صحيفة "العربي الجديد" يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 2014 تقريراً تحت عنوان "ليبيا تخسر مليار دولار في جلسة إغراء" سردنا فيه كيف أن "مومساً" استطاعت بليلة حمراء وكأس ورقصة ماجنة انتزاع موافقة مسؤولين ليبيين على صفقة تقضي بفوز مصرف الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس الشهير بإدارة مليارات الدولارات من استثمارات ليبيا الموجودة بالخارج في أصول خطرة أو وهمية وبدون رقابة حكومية.

وفي التقرير كشفنا أيضاً بالتفصيل قصة ضياع 1.2 مليار دولار من أموال صندوق الثروة السيادية الليبي، لدى غولدمان ساكس، وكيف أن المصرف الأميركي تبنى سياسة استمالة "الموظفين السذج" في الصندوق الليبي، خلال عهد القذافي، والفوز بصفقات ضخمة عبر تنظيمه رحلة ترفيه فخمة لهم في المغرب، شهدت الإفراط في احتساء الخمور وجلب النساء، نظير إبرام تعاقدات استثمارية مع المصرف.

وكيف أن غولدمان ساكس أساء للثقة الممنوحة له من قبل هيئة الأستثمار الليبية، واستغل "سذاجة وهشاشة" المسؤولين عن الصندوق السيادي لإقناعهم بالدخول في مشاريع استثمارية هي في الأصل مشاريع خطرة ولا تدر عائداً، بل وقد تكبد البلاد خسائر فادحة، وهو ما حدث بالفعل.

الا أن الجديد في تقرير "دايلي ميل" البريطانية هو الكشف عن اسم بائعة الهوى التي أوقعت المسؤول الليبي إبان عهد نظام القذافي من أجل إقناعه بتوقيع صفقة مالية ضخمة بين المصرف الأميركي وهيئة الاستثمار التي تدير الصندوق السيادي الليبي، كما سردت الصحيفة البريطانية أيضا تفاصيل أخرى من الليالي الحمراء التي قضاها مسؤولون ليبيون وأقارب لهم مع فتاتي ليل بفنادق دبي والمغرب.

الصحيفة كشفت أن فتاة الليل وعمرها 25 سنة، واسمها "ميشيلا"، وجرى استقدامها من قبل مسؤول بمصرف غولدمان ساكس الأميركي يدعى يوسف قباج، لإقناع المسؤول الليبي بطرق لا أخلاقية على توقيع صفقة مع المصرف كلفت الصندوق السيادي الليبي 1.3 مليار دولار خلال فترة حكم القذافي.

ما كشفته "دايلي ميل" البريطانية وقبلها "العربي الجديد" في أكتوبر 2014 يكشف بشكل مبسط كيف كانت تدار استثمارات واحتياطيات بعض الدول العربية المودعة في الخارج خلال فترة حكم الأنظمة القمعية، وكيف عن طريق ليلة حمراء ومومس كانت تتم إدارة أموال تجاوزت قيمتها 200 مليار دولار في عهد القذافي.

الفضيحة لا تدين فقط الأنظمة القمعية التي كانت تدير الدول العربية قبل انطلاق ثورات الربيع العربي، بل تدين أكبر مؤسسة مصرفية استثمارية في العالم، غولدمان ساكس، والتي تتباهى دوما بحصدها الصفقات في عالمنا العربي عن طريق سمعتها الدولية وشهرتها الكبيرة في إدارة الثروات والأموال.



المساهمون