حاكم مصرف لبنان: سياستنا ساهمت في تعزيز الاحتياطات الأجنبية

قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "إن الهندسة المالية الأخيرة التي قام بها مصرف لبنان ساهمت في تعزيز احتياطات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية وبلوغها رقماً قياسياً، إضافة إلى تدعيم ميزانيات المصارف وتوفير السيولة اللازمة لتمويل الاقتصاد اللبناني بقطاعيه الخاص والعام". كلام سلامة جاء خلال مشاركته في اجتماع الدورة الاعتيادية الأربعين لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية الذي انعقد في المغرب.
وقد قدّم حاكم مصرف لبنان مداخلة حول آخر التطورات الاقتصادية والمالية الإقليمية والدولية وتداعياتها على الدول العربية حيث عرض أبرز المتغيرات التي شهدها العالم والمنطقة في العام 2016 والتي أتت بمعظمها سلبية، ومن أهمها تراجع النشاط الاقتصادي، الذي كان غير متوقع، في الولايات المتحدة وأوروبا، والتراجع الحاد في أسعار النفط والمواد الأولية مما خفف من السيولة في الدول العربية وأفريقيا.
كما شدد سلامة من ناحية أخرى، على ضرورة تطبيق المعايير الدولية وإصدار الأنظمة المطلوبة لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب في المنطقة، مشيراً إلى أن البنك المركزي حرص على تطبيق هذه المعايير من خلال سلسلة من التعاميم، لافتاً إلى أهمية تكثيف التعاون والتواصل من قبل جميع المصارف في المنطقة مع دوائر الامتثال لدى البنوك المراسلة لما لذلك من دور في الحد من سياسات تقليص المخاطر "De-Risking" وحماية النظام المالي والمصرفي في دولنا العربية.
يُذكر أن إقرار السلطات الأميركية لمجموعة عقوبات مالية تطاول أفراداً ومؤسسات تابعة لـ"حزب الله" قد أثار خلافاً سياسياً حاداً في البلاد بين المصرفيين والحزب الذي اتهم مسؤولوه المصارف بـ"المبالغة في تطبيق العقوبات الأميركية". ولم تتم تسوية الخلافات رغم رعاية المصرف المركزي لمجموعة لقاءات جمعت مسؤولين من الحزب بمالكي المصارف اللبنانية. وفي سياق هذا الخلاف وقع انفجار غامض أمام المقر الرئيسي لمصرف "لبنان والمهجر"، على بعد عشرات الأمتار من وزارة الداخلية في بيروت، ولم يتبن أحد هذا التفجير الذي أدى لجرح أحد حراس المبنى.