"ماشا والدب": مغامرات تأسر المشاهدين من روسيا إلى العالم

"ماشا والدب": مغامرات تأسر المشاهدين من روسيا إلى العالم

16 سبتمبر 2021
أكثر من مائة مليار مشاهدة لحلقات المسلسل على "يوتيوب" (فيسبوك)
+ الخط -

تواصل سلسلة الرسوم المتحركة الروسية "ماشا والدب" تسجيل أرقام قياسية جديدة في عدد المشاهدات، ما يشير إلى ارتفاع شعبيتها عالمياً. وذكر المكتب الصحافي في شركة Animaccord المالكة لحقوق إنتاج وعرض السلسلة، أخيراً، أن عدد مشاهدات حلقاتها، بخمس لغات، على قناة "يوتيوب" الرسمية، تجاوز مائة مليار مشاهدة. وكشفت الشركة أن القنوات الخمس التي تبث باللغات الروسية والأوكرانية والإنكليزية والإسبانية والبرتغالية حصلت على "زر التشغيل الماسي".

وأفادت الشركة بأن جمهور "ماشا والدب" يزداد في أنحاء العالم كافة، وأن متابعي قناة المسلسل على "يوتيوب"، باللغة الإنكليزية، تضاعف مرتين عام 2020، وتجاوز 28 مليون مشترك. وأشارت إلى أن حلقة "ماشا والعصيدة" سجلت في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بعدد المشاهدات العام الماضي، ولا تزال تتصدر القائمة بنحو 4.4 مليارات مشاهدة. والحلقة هي الوحيدة بين أعمال الرسوم المتحركة التي تحتل مكاناً ضمن أكثر خمسة مقاطع مشاهدة على صعيد العالم.

وحسب وكالة "باروت أناليتكس"، فإن سلسلة "ماشا والدب" تحتل المركز الأول عالمياً في أعمال الرسوم المتحركة المطلوبة للأطفال دون سن المدرسة. ويعود ذلك، وفقاً لخبراء، إلى المحتوى الذي لا يتضمن حوارات طويلة معقدة، والحركة المستمرة للأبطال، مع الموسيقى المرافقة المناسبة.

وقالت رئيسة شركة "يوتيوب" في روسيا آنا دونيشوفسكايا إن سلسة الرسوم المتحركة "ماشا والدب" قطعت شوطاً طويلاً في الانتقال من كونها ظاهرة محلية بارزة إلى ظاهرة عالمية في مجال المحتوى العائلي، وأضافت، في تصريحات لوكالة "تاس" الروسية، أنها "مثال رائع للمشروع الذي يجلب نفعاً حقيقياً لصانعي المحتوى والمشاهدين عبر منصتنا... شركة Animaccord (المنتجة للسلسلة) جعلت صناعة الرسوم المتحركة الروسية معروفة على نطاق واسع، ووحدت الأبناء والأهالي في أنحاء العالم كافة".

يزداد الإقبال على" ماشا والدب" من قبل شركات التلفزة والترفيه العالمية للحصول على ترخيص للبث بلغات عدة؛ العام الماضي، منحت Animaccord الحق للتلفزيون الصيني الحكومي بعرض الجزأين الأول والثاني من السلسلة، مقابل مبلغ لم يكشف عنه، كما اشترت منصة بث المحتوى الترفيهي والأفلام عبر الإنترنت "نتفليكس"، في 2019، الحق في بثّ الموسم الرابع.

بدأ عرض "ماشا والدب" في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2009 على قنوات روسية عدة. الموسم الأول حمل عنوان "حكايات ماشا"، واستقى المنتجون العنوان والفكرة الأساسية من قصة شعبية روسية حول ماشا التي تذهب مع أصدقائها في الغابة، حيث تنفصل عنهم وتضل طريقها، لتجد نفسها في بيت دب، قبل أن تخدعه وتعود إلى أهلها في القرية. وفي المسلسل تظهر ماشا طفلةً تجمع بين الرقة واللطف والانفتاح على العالم والفضولية والعفوية. ومع حبّها للحلوى، تلهو بأكواب وجوائز الدب، وتلعب بالكرة، وتشاهد الرسوم المتحركة، وتطرح أسئلة مختلفة، وتروي حكايات خيالية وقصص رعب، وتغني.

في الموسم الأول، كما في الثاني، تجد ماشا ذاتها مصادفة في بيت دب يعيش قريباً من القرية، وبعد الفوضى الذي تتسبب بها في منزله، يفكر الدب في طريقة للتخلص منها، ويرمي بها في الغابة، لكنه يندم لاحقاً على فعلته، ويقصد الغابة لإعادة البنت الصغيرة، لكنه يعود أدراجه مساء من دون العثور عليها، ليُفاجأ بوجودها في البيت. بعدها، تبدأ قصة صداقة بينهما: ماشا التي تحرص على زيارة الدب دورياً، وتواصل العبث بمقتنيات بيته بحركاتها وألعابها المستمرة، والدب الساعي إلى تهذيبها وتعليمها.

وفي الموسم الثالث، تظهر ماشا فتاة أنضج تتحمل المسؤولية، وتقضي أوقاتاً أقل مع الدب، ولكنها تساعد حيوانات الغابة في إيجاد حلول لمواقف صعبة، يتعرضون لها بسبب شقاوتها. ويوثق الموسم الرابع انتقال ماشا بين بلدان، منها إيطاليا وألمانيا وفرنسا، وإنكلترا، واليابان، والبرازيل. وتؤدي بعض الأغنيات الشعبية في هذه البلدان. أما في الموسم الخامس الذي بدأ عرضه العام الماضي، فيظهر أبطال جدد تتفاعل معهم ماشا أكثر فأكثر، على حساب علاقتها مع الدّب الذي يقضي معظم وقته مع زوجته الدبة في المنزل.

وترجمت الأجزاء الخمسة إلى 42 لغة عالمية، من ضمنها العربية التي تعرضها قناة "سبيستون" بترخيص من الشركة الروسية.

وفي مقابل الشعبية الكبيرة، تعرض المسلسل إلى انتقادات وحملات إعلامية ضده داخل روسيا وخارجها؛ نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2016، ظهرت مقالات عدة في وسائل الإعلام الروسية أشارت إلى أن علماء النفس الروس صنفوا مسلسل "ماشا والدب" أنه أخطر الرسوم المتحركة على نفسية الأطفال، ما أثار غضب القائمين عليه، الذين ردوا بأن "ما يؤثر على عقلية الأطفال ونفسيتهم هو تصرفات الأهالي الذين لا يهتمون بتربية أولادهم ويوكلون هذه المهمة للكمبيوترات والأجهزة اللوحية". لاحقاً، نفت "جمعية الأطباء النفسيين" و"جمعية الأطباء النفسيين للأطفال" وجود أي ضرر من المسلسل، ولم تستبعدا أن نشر هذه المعلومات المغلوطة قد يكون دعاية مغرضة ضد المسلسل.

وعام 2017، أدرج طلاب كلية علم النفس في جامعة موسكو الحكومية "ماشا والدب" في قائمة الرسوم المتحركة التي لا ينصح بمشاهدتها للأطفال، واللافت أن المسلسل الروسي كان الوحيد في القائمة. بعد أيام، حذفت القائمة من موقع الجامعة على شبكة الإنترنت، بحجة أن الدراسة كانت من إعداد الطلبة، ولا يحق لهم إصدار مثل هذه الخلاصات القاسية.

في الخارج، طالب مسؤولون في دول، بينها أوكرانيا ولاتفيا، بوقف عرض المسلسل، واتهموا موسكو باستخدامه للترويج لسياساتها، وزعم بعضهم أن الدب يرمز لروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين. في 2016، قال وزير التربية والتعليم في جورجيا ألكسندر دجيدجيلافا: "لا يروق لي عندما يُترك الأطفال الجورجيون لمتابعة (ماشا والدب)، ولاحقاً نستغرب الصداقات مع روسيا، علماً أن ما يتلقاه الأطفال في صغرهم يؤثر على حياتهم كاملة".

المساهمون