تساؤلات عن التأمين على الأعمال الفنية من التخريب أو السرقة

تساؤلات عن التأمين على الأعمال الفنية من التخريب أو السرقة

22 فبراير 2023
ألقت محتجات حساء البازلاء على لوحة لفنسنت فان غوخ في نوفمبر/ تشرين الثاني (فرانس برس)
+ الخط -

طَرَح تَعَرُّض القطع الفنية أخيراً للتلطيخ، بالطلاء أو الطحين أو الحساء، مسألة التأمين على هذه الأعمال، وتَبيّنَ أنه غير متوافر على تلك الموجودة في المتاحف العامة، إلا في حال إعارتها أو نقلها، خلافاً لتلك المعروضة في مؤسسات خاصة.

بعد سرقة لوحة "موناليزا" عام 1911 من متحف اللوفر في باريس على يد عامل إيطالي، ثم العثور عليها بعد عامين، وُضعت خلف زجاج مصفح. لكنّ التحف الأخرى المعروضة في المتحف الأكبر في العالم لا تتمتع بهذه الحماية، وفي حالة النهب أو التدمير أو السرقة، فإن الدولة هي شركة التأمين الخاصة بها ولا تعوض.

وأكدت وزارة الثقافة الفرنسية لوكالة فرانس برس أن "السلطات العامة لا تؤمّن بشكل عام على أعمالها، باستثناء إيداعات الأعمال الخاصة". وفي حالة حدوث ضرر في مكان عرضها المعتاد، فإن "الدولة أو السلطات المحلية" هي التي تتكبد "النفقات الضرورية"، وفق المصدر نفسه.

من ناحية أخرى، إن الجهات الخاصة، مثل مؤسستي جاكوميتي ولوي فويتون، أو مجموعة بينو، "تؤمّن بشكل عام على مجموعاتها"، وفق ما قالت رئيسة فرع الفنون في فرنسا لوسيط التأمين "دبليو تي دبليو"، إيرين بارنوان، لوكالة فرانس برس.

وبالتالي، إن شركات تأمين خاصة، غالباً ما تكون "من الجهات المتخصصة التابعة لمجموعات التأمين الكبيرة المعروفة"، هي التي تغطّي العمل، مع "مستويات مختلفة من التأمين".

بالنسبة إلى المتاحف العامة، فإن "التأمين (خلف جدرانها) على الأعمال التي غالباً ما تكون ذات قيمة لا تُقدّر بثمن، لن يجعلها أقل عرضة للخطر، وسيكبّد نفقات باهظة للغاية، من دون أي ارتباط بخطر النهب"، وفقاً لوزارة الثقافة.

من ناحية أخرى، في حالة الإعارة أو تغيير مكان العرض، لا خيار إلا بتأمين الأعمال الفنية من جانب المؤسسة التي تستعيرها، سواء كانت عامة أو خاصة.

وأوضحت المسؤولة في فرنسا عن قسم الفنون في شركة التأمين أكسا إكس إل، دافنيه دو مارول، لـ"فرانس برس"، أن الخطر الأكبر على الأعمال الفنية يكون "عند إنزالها، وتوضيبها، ووضعها في وسيلة نقل، وإخراجها لوضعها مرة أخرى" في مكان العرض الجديد.

لكنّ التأمين يغطي أيضاً العمل بمجرد تثبيته في موقعه الجديد، لحسن حظ هاوية الجمع التي كسرت من طريق الخطأ تمثالاً زجاجياً صغيراً لجيف كونز تُقدر قيمته بـ42 ألف دولار، في معرض للفن المعاصر في ميامي.

هذا الضمان يحدد قيمة العمل، بالإضافة إلى مبلغ قسط التأمين الذي يعتمد أيضاً على معايير أخرى.

ويمكن أن يصل هذا القسط إلى "ملايين أو حتى مئات الملايين"، وفقاً لوزارة الثقافة الفرنسية التي تقدّر بـ"أكثر من مليار يورو" قيمة "أقساط التأمين التراكمية لعقود الإعارة للمتاحف الوطنية التي منحتها فرنسا لمتحف اللوفر في أبوظبي لمعرض حول الانطباعية" انتهى أخيراً في العاصمة الإماراتية.

ورداً على سؤال عن بوليصة التأمين الخاصة بها، رفضت جميع المتاحف أو المؤسسات التي اتصلت بها "فرانس برس" التعليق.

كذلك، إن الأذى اللاحق بأعمال فنية جراء تحركات لناشطين بيئيين، قد يندرج في سياق أعمال "التخريب"، وهي حالات مذكورة "دائماً في عقود التأمين الخاصة"، وفق بارنوان. لكن هذا لا يحول دون وجود بعض "القلق" لدى المؤسسات في مواجهة "المخاطر المتفاقمة".

شهد عام 2022 سلسلة تحركات لناشطين بيئيين استهدفوا فيها أعمالاً لبعض من أشهر الفنانين العالميين، من فان غوخ إلى مونيه، في مدن كبرى، بينها لندن وبرلين.

وقالت دافنيه دو مارول إن الأعمال الفنية التي طاولتها هذه التحركات "محمية بالزجاج، والضرر الذي أصابها منخفض نسبياً"، معتبرة أن هذه الخطوات "رمزية" وتهدف "إلى إرسال رسالة" أكثر من كونها تعكس رغبة في إحداث "ضرر لا يمكن إصلاحه".

(فرانس برس)

المساهمون