مغنّو لبنان التسعينيات... بعد ثلاثين عامًا

مغنّو لبنان التسعينيات... بعد ثلاثين عامًا

09 فبراير 2022
تعود جوانا ملاح للغناء بعد 10 سنوات من الغياب (Artists News)
+ الخط -

قبل أسبوعين، نُشر بيان صحافي يقول إن المغنية اللبنانية جوانا ملاّح، ستعود إلى الغناء من خلال أغنية جديدة بعنوان "إنت عود"، من كلماتها وألحانها، وتوزيع ستيف سلامة.
شهدت فترة التسعينيات ظهور مجموعة جديدة من الأصوات في لبنان، وتحديداً من خلال برنامج "استديو الفن" (1992). جوانا ملاّح كانت واحدة من المتباريات في هذا البرامج، وشاركت عن فئة الأغنية الشعبية العربية، غنت "سونة يا سنسن" للفنانة الراحلة شادية، وحصدت إعجاب لجنة التحكيم ونجحت في اختبار أشهر برنامج تلفزيوني للمواهب وقتها.

بداية الألفية الجديدة، ومع انفتاح وسائل التواصل والميديا والفضائيات، استطاعت ملاّح أن تحرز تقدمًا من خلال مجموعة من الأغاني، أنتجت عن طريق شركتي "الخيول" و"روتانا بالاشتراك" مع "راديو وتلفزيون العرب" (ART). بعد فترة اشترت روتانا شركة "الخيول" للإنتاج، وتحول معظم الفنانين المنتسبين لها إلى "روتانا"، ومن ضمنهم ملّاح والفنان فضل شاكر وآخرون.
لم تكمل جوانا ملاح نجاحها الذي حققته بسبب سوء إدارة أعمالها التي لم تنقذها من محسوبيات شركة الإنتاج وقتها، وجعلتها تتأخر فنياً، شأنها شأن معظم جيلها من المغنيات اللواتي تصدرن الصورة وقتها، ومنهن مادلين مطر، وميسم نحاس، وعبير فضة، ولاحقًا باسمة... هؤلاء كسبن في فترة البدايات حضوراً جيداً وإنتاجات غنائية تتناسب مع متطلبات السوق. لكن، سيطرت روتانا على كل الأصوات، ومن ينجح يستمر، ليخرج الباقون من اللعبة. وهذا ما حصل بعد نحو 25 عاماً من التجارب التي تصدرت سوق الغناء والإصدارات والإنتاجات في لبنان والعالم العربي.
ليست فئة المغنيات الوحيدة التي استهدفت في ذلك الوقت، وخضعت لامتحانات وإملاءات الشركة، بل إن مجموعة أخرى من المغنين دفعت الثمن، ولم تتمكن من الحفاظ على نجومية حققتها، ولو في عدد قليل من الأغاني.


المطرب العراقي رضا العبدالله، أحد الأصوات المميزة التي ظهرت بداية الألفية الجديدة. حاول العمل، لكن اتهامًا بأن صوته مشابه لصوت مواطنه كاظم الساهر، كان ضربة موجعة لتراجعه، أو بمعنى آخر لعدم تقدمه فنيًا لمجرد مقارنة الجمهور صوته بصوت "القيصر".
ولم يسلم الفنان اللبناني ريان، من اكتساب شهرة واسعة تمكنه من الثبات رغم فرادة صوته، ودقة اختياره لأغانيه، وقع ريان مع شركة "روتانا"، وحاول جاهداً التقدم حاملاً موهبته فقط وجمهورا عشقه في أغنية "أجمل غرام"، ألحان المنتج الراحل جان صليبا، وإنتاج روتانا، وما هي إلا سنوات حتى غاب اسمه عن أي جديد غنائي.

ولم يبتعد المغني اللبناني رضا عن هؤلاء، إذ حقق نجاحاً كبيراً في عدد من الأغاني والألحان في تعاونه مع مروان خوري، مثل "غمرتيني بلطفك" و"عزتني الدني" و"أنا بتعلم منك"، وغيرها من الأغاني الرائجة التي اشتهرت كثيراً، لكنها لم تمكن صاحبها من الاستمرار تحت جناح شركة "روتانا"، التي تخلت عن كل الفنانين والمواهب بعد أن أسهموا في انتشارها، وتكتفي "روتانا" اليوم بمجموعة فنانين من الصف الأول، بعيداً عن التعاون في الإنتاج، بل رغبة منها في الحفاظ على مدخولها المادي من خلال حفلات من بقي ضمنها من "نجوم" الصف الأول.

المساهمون