القمة الإنسانية العالمية: 130 مليون شخص يحتاجون المساعدة

القمة الإنسانية العالمية: 130 مليون شخص يحتاجون المساعدة

إسطنبول

العربي الجديد

العربي الجديد
23 مايو 2016
+ الخط -

قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن نحو 130 مليون شخص في العالم بحاجة إلى مساعدة، وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده تتبع سياسة الحدود المفتوحة أمام جميع البشر، خاصة الفارين من براميل النظام السوري.

وقال أردوغان في كلمته بافتتاح أعمال القمة الإنسانية العالمية في إسطنبول، اليوم الإثنين، إن "تركيا تستضيف أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري وعراقي"، داعياً الجميع إلى بذل قصارى جهودهم لإيجاد حل جذري للأزمة السورية.

وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده تلقت 455 مليون دولار فقط، بينما بلغ حجم المساعدات التي قدمتها تركيا أكثر من 10 مليارات دولار. وأردف "الألم ليس له لون وعرق ولسان ودين، ومن هذا المنطلق تنفذ تركيا أنشطة تنموية وإنسانية في أكثر من 140 دولة حول العالم وتنجز آلاف المشاريع".

ورأى أن النظام العالمي "عاجز عن التعامل مع المشاكل الملحة للإنسانية، ويضع العبء على كاهل دول معينة فقط"، مضيفاً "لابد أن يتقاسم الجميع المسؤولية من الآن فصاعداً".

ودعا بان كي مون، في كلمته بافتتاح القمة، قادة الحكومات والأعمال ومنظمات الإغاثة والمانحين للالتزام بتقليل عدد النازحين إلى النصف بحلول عام 2030، وقال "نحن هنا لنرسم مستقبلاً مختلفاً. أحثكم على الالتزام بتقليل (عدد) النازحين(إلى) النصف بحلول عام 2030، ولإيجاد حلول أفضل طويلة الأمد للاجئين والمشردين تقوم على تقاسم المسؤوليات بصورة أكثر عدلاً".

بينما أكد أردوغان دعم بلاده كل الالتزامات الأساسية الخمسة التي حددها كي مون في إطار "خطة عمل من أجل الإنسانية"، والتي من المقرر أن يبحثها المؤتمر والتي تتمثل في "منع نشوء النزاعات وإنهائها، واحترام قواعد الحرب، والمساهمة في مساعدة كل محتاج، والعمل بأسلوب مختلف لإنهاء الفقر، والاستثمار في العمل الإنساني".

وقال الرئيس التركي "نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مجلس أمن دولي يعمل وفق مبدأ العدالة والشفافية والسرعة، وهناك حاجة ملحة لإجراء إصلاح في المجلس، كي يستطيع القيام بوظائفه الأساسية، وسنستمر في دعم الجهود الرامية لتقييد استخدام الفيتو في المجلس على وجه الخصوص".

ولفت كي مون، أن جدول أعمال جلسات القمة، تم تحديده بعد استشارة 23 ألف شخص، من 50 دولة حول العالم، وأوضح أن القمة من المنتظر أن تتخذ قرارات في عدة مجالات يأتي على رأسها فعل المزيد من أجل حل النزاعات، حيث أن 80 في المائة من التمويل الإنساني يذهب إلى التعامل مع نتائج النزاعات، وكذلك حماية المدنيين، الذين يتعرضون للهجمات بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى العمل على التوصل لحل بحلول عام 2020 لجميع من اضطروا للنزوح عن ديارهم، وتخصيص المزيد من التمويل طويل الأمد لهم.

وأضاف كي مون قائلاً "نحن هنا من أجل العدل والأمل وبناء مستقبل مشترك. علينا أن نبدأ العمل فورا، ليس فقط من أجل مساعدة الناس على البقاء على قيد الحياة، وإنما كذلك من أجل منحهم فرصة لحياة كريمة".



من جانبها، أكدت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في كلمتها أمام الجلسة الافتتاحية للقمة، على ضرورة إنشاء نظام متكامل، من أجل إيصال المساعدات للمحتاجين على مستوى العالم، وعلى ضرورة العمل المشترك من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق ذات الحاجة الملحة.

وأشارت ميركل إلى ضرورة وصول المساعدات إلى مستحقيها في أسرع وقت ممكن، وأن يتم هذا بشكل منهجي منظم، وليس عبر "الركض من كارثة إلى أخرى"، مضيفة أنه يتم تقديم الكثير من الوعود إلا أنها لا تنفذ، داعية إلى تنفيذ تلك الوعود.

وشددت على ضرورة مناقشة القانون الإنساني ومدى احترامه، مشيرة إلى تعرض هذا القانون لانتهاكات شديدة في سوريا وفي أماكن أخرى، حيث تتعرض الأماكن التي يحتاج إليها الناس بشدة، كالمستشفيات، لهجمات متكررة.

وقال أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، إن "ما يتعرض له الشعب السوري من معاناة مستمرة نتيجة الغارات المتواصلة، وعجز المجتمع الدولي عن وضع حد لها، يؤكد حتمية قيام الأخير بدور إنساني على الأقل".

وأضاف الصباح، في كلمته أمام القمة، أن الكويت "شاركت في مواجهة أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم وهي الأزمة السورية، باستضافتها ثلاثة مؤتمرات للمانحين، والمشاركة في المؤتمر الرابع في لندن مع إنجلترا وإيطاليا والنرويج، وقدمت مليارا و600 مليون دولار كمساعدات".

وبيّن أن الكويت "انتهجت تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المحتاجة، حيث تخطى إجمالي ما قدمته من مساهمات خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من ملياري دولار، تبوأت معها المرتبة الأولى عالمياً في تقديم المساعدات بالنسبة لإجمالي الدخل القومي وفق إحصاءات دولية".

وفي السياق ذاته، قال المدير العام لمنظمة العمل الدولية، غاي رايدر، إن أوروبا التي لم تتخذ بعد موقفًا مشتركًا حيال أزمة اللاجئين، يمكنها الاستفادة من خبرة عدة دول بينها تركيا التي تتبع سياسية "الباب المفتوح" مع اللاجئين.

كما أعرب عن أمله في أن تُسفر القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني، عن إحداث النقلة النوعية المطلوبة، في أسلوب التعامل مع أزمة اللاجئين، معتبرًا أن العالم حاليًا بعيدٌ جدًا عن الصورة المثالية للتعامل مع اللاجئين.

وانطلقت فعاليات القمة العالمية للعمل الإنساني، التي تنظمها الأمم المتحدة، في مدينة إسطنبول التركية، صباح اليوم الإثنين، بمشاركة قادة ورؤساء حكومات نحو 60 دولة.

ويشارك في القمة التي تعقد بمبادرة من بان كي مون، وتنظيم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إلى جانب رؤساء الدول والحكومات، أكثر من 6 آلاف من المسؤولين وممثلي الهيئات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.




وتهدف القمة إلى البحث عن تعهدات دولية لتطوير خطة عمل في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، فضلاً عن وضع سياسات فعالة لمواجهة الحالات الطارئة.

وتتخلل القمة الإنسانية عدّة جلسات من المقرر أن يعلن خلالها الزعماء تعهداتهم، لتطوير "خطة عمل من أجل الإنسانية"، واجتماعات طاولة مستديرة رفيعة المستوى، لتقديم تعهدات قوية في ما يتعلق بالأزمات الإنسانية حول العالم، بالإضافة إلى اجتماعات خاصة تتناول العناصر الأخرى في أجندة العمل الإنساني العالمي.

وتتضمن القمة عقد 7 اجتماعات طاولة مستديرة، و15 جلسة خاصة، و120 فعالية جانبية، ليتم في نهايتها إعداد تقرير سيتم تقديمه للجمعية العامة للأمم المتحدة من بان كي مون.

وأعلن نائب الأمين العام للأمم المتحدة، يان إلياسون، للصحافيين في إسطنبول، عشية القمة أمس، أن "العالم يشهد في الوقت الراهن معاناة هائلة. وخلال الاجتماع هنا في إسطنبول، كونوا دائمي التفكير بالمتضررين ـ الضحايا. هذا المؤتمر هو عن الضحايا، وإيجاد وسيلة أكثر فعالية لمساعدتهم".

وأشار إلى زيارته الأخيرة إلى نيبال وفيتنام، حيث التقى مع المجتمعات المحلية المستضعفة للاطلاع مباشرة على محنتهم.

من ناحيته، أوضح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ورئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، أن العالم يحتاج إلى قمة من أجل أن يحدث التغيير الضروري للمساعدة في تلبية الاحتياجات.

وأضاف "في هذا العالم الذي يتسم بالعولمة بصفة متزايدة، وتصل فيه المعلومات بسرعة نحن بحاجة لنكون قادرين على الوصول إلى الناس ممن هم في أمس الحاجة والأكثر ضعفاً"، لافتاً إلى "أن الأشخاص العالقين في الأزمة دون خطأ منهم، يحتاجون أن نبذل جهوداً أفضل لتوفير العمل الإنساني من الغذاء والمأوى، والتأكد من أن المياه والصرف الصحي والعلاج الطبي متاح لهم".

ذات صلة

الصورة
وفد الأمم المتحدة في شمال غربي سورية (عدنان الإمام)

مجتمع

زار وفد من الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، منطقة شمال غربي سورية، للاطلاع على الوضع الإنساني السائد، في ظل معاناة النازحين من تراجع الدعم الغذائي.
الصورة

سياسة

ذكرت شبكة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية (آر تي إي)، أن أيرلندا وإسبانيا ودول أخرى أعضاء بالاتحاد الأوروبي تدرس الاعتراف بدولة فلسطين في 21 مايو الجاري.
الصورة

مجتمع

قال المسؤول الكبير في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، بير لودهامار، اليوم الجمعة، إنّ إزالة كمية الركام من غزة قد تستغرق نحو 14 عاماً.
الصورة

سياسة

كشفت مقررة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، اليوم الأربعاء، أنها تلقت تهديدات عديدة خلال عملها على إعداد تقريرها بشأن قطاع غزة.

المساهمون