غزة تحتفل بأطفال الأسرى من النطف المهربة

غزة تحتفل بأطفال الأسرى من النطف المهربة

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
08 مايو 2015
+ الخط -



لم تكن زوجة الأسير الفلسطيني محمد البسيوني، الذي يقضي حكماً بالسجن سبع سنوات، تحلم بأنّ تتمكن من أنّ تمسك بأطفال من زوجها الأسير، قبل أن تنتهى مدة محكوميته بعد نحو عامين من الآن، إلا أنّ قيام العديد من الأسرى بتهريب النطف إلى زوجاتهم خارج السجون، لأجل الإنجاب، حوّل هذا الحلم إلى حقيقة.

وتقول علياء البسيوني لـ"العربي الجديد"، وهي التي وضعت قبل عدة أشهر توأمها فرح ومرح: " كان لدي ابن وحيد أنجبته قبل ست سنوات، وكنت أحلم بالإنجاب من زوجي في كل لحظة، حتى تحقق هذا الحلم، بعد أنّ نجحت تجربة الأسير الفلسطيني من الضفة الغربية، عمار الزبن، وبدأت معها رحلة المعاناة، وحبس الأنفاس لتهريب النطف من داخل السجون".

البسيوني، وعلى هامش فعالية نظمتها جمعية واعد للأسرى والمحررين، للاحتفاء بأنباء الأسرى المهربة نطفهم من داخل السجون"، تقول: استمرت محاولة تهريب النطف عدة أشهر حتى نجحت، وقمت بعمليتي لزراعة النطف، فشلت الأولى وحاولت مجدداً ونجحت هذه المحاولة ورزقت بتوأمي".

أما والدة الأسير حسام العطار، والذي حكم بالسجن لمدة ثمانية عشر عاماً قضى منها ثماني سنوات، فلم تخفِ دموع الفرح الممتزجة بالمعاناة، لعدم تمكن ابنها من معانقة طفلته الأولى، وتقول لـ"العربي الجديد": " رزق ابني بطفلته جنات، بعد أن تمكنا من تهريب نطفه من داخل السجون، في سلسلة من المحاولات استمرت أكثر من سبعة أشهر، بفعل الإجراءات الإسرائيلية والتفتيش المستمر للأسرى".


وتبين العطار، أنّ الاحتلال الإسرائيلي منع زيارة الطفلة لوالدها بسبب تهريب النطف من داخل السجون، واقتصر الأمر على زوجته فقط. وتتمنى والدة الأسير الغزي نفسها أن تتمكن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، من إبرام اتفاق لتبادل الأسرى، يتمكن من خلاله نجلها من معانقة طفلته، والعودة إلى وسط أهله مجدداً.

 حكاية بشرى خضورة زوجة الأسير صالح المحكوم بالسجن 14 عاماً، قد تبدو مختلفة، إذ ذكرت أن زوجها كان من أحد الأوائل الذين قاموا بالتفكير في عملية تهريب النطفة، من داخل السجون قبل نحو عامين من الآن.

وتقول خضور:" في البداية عرض علي زوجي في أحد الاتصالات الفكرة، فرفضتها بشكل قطعي، كون أن الأمر لم يكن متداولاً في حينه، ثم عاد بعد عدة أشهر ليعرضها مجدداً، إذ طلب مني أن أستخير فرفضتها، في المرة الثالثة كانت الفكرة قد ظهرت للعلن بعدة محاولات لأسرى في الضفة الغربية، فوافقت حيث لقيت تشجيعاً كبيراً من أهلي وأهل زوجي الأسير".

بدوره، اعتبر رئيس جمعية واعد للأسرى والمحررين الأسير المحرر، توفيق أبو نعيم أن محاولات الأسرى الفلسطينيين للإنجاب، عبر تهريب النطف هي رسالة تحدٍّ للسجان الإسرائيلي، ومصلحة السجون الإسرائيلية.

ويشير أبو نعيم لــ"العربي الجديد" إلى أنّ الأسرى ورغم كل الإجراءات القمعية والعذاب في السجون الإسرائيلية، لم يفقدوا الأمل بالحياة وأن ينقل أبناؤهم، الذين ولدوا بنطف مهربة، معاناتهم للعالم.

ويدعو الأسير المحرر اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة إلى ضرورة التدخل للضغط على مصلحة السجون الإسرائيلية، لتحسين ظروف الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وتوفير أبسط الحقوق التي كفلتها لهم القوانين والأعراف الدولية.

ووفقاً لإحصائيات رسمية فإن نحو 6500 أسير يقبعون في سجون الاحتلال، بينهم 23 أسيرة، و200 أسير قاصر منهم فتاتان، و600 أسير يعانون من أمراض مختلفة، منهم 160 يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون لرعاية صحية دائمة، و9 أسرى مرضى يقبعون في "عيادة سجن الرملة" بشكل دائم.

اقرأ أيضاً: إيمان ونائل.. فلسطينيان أسر الاحتلال حبهما

المساهمون