ديناميكية غائبة

ديناميكية غائبة

22 فبراير 2016
رشاد الأكبروف / أذربيجان
+ الخط -

أي معنى للعروض دون جمهور؟ قبل ذلك، كيف يصل الجمهور إلى العروض؟ سؤالان ضمن حلقة مفرغة يعيشها المسرح العربي. حلقة مفرغة لأنها ببساطة غير متصلة، فالعناصر التي يمكن أن تربط هذا بذاك تبدو غائبة أو مغيّبة، ولا فرق فالنتيجة واحدة: استمرارية القطيعة.

من حسن الحظ أن الفنانين العرب، مثلهم مثل المثقفين في مجالات أخرى؛ فكرية وأدبية، ينعمون جزئياً ببرد اليأس، إنه لقاحهم ضد اللامبالاة، فهم يعرفون قبل غيرهم حدود المساحات التي يمكن لهم أن يتحرّكوا ضمنها. لذا هم ينتجون على مقاس هذه المساحات، مسخّرين الجهد الأكبر لتطوير أعمالهم على ضوء مبدأ "الفن للفن.

العناصر التي يمكن أن تشدّ حلقتي العروض بالجمهور هي النقد الفني وتراكمه، وهذا غائب منذ عقود، ثم الإعلام ومثابرته على إيصال أصوات الفنانين في مرحلة وتقييم أعمالهم جدّياً في أخرى، وهذا اخترقته التزييفات من جميع الجوانب، كما ضربت مصداقيّته الضحالة.

توقُّف هذين المحرّكين يوقع الجميع في مشهد هيوليّ: حراك هو عبارة عن مجموعة من الأرواح دون تجسّد.

صحيح أن المسرحيات تنتج، وصحيح أن جزءاً من الجمهور يتابع، وهو راض عما يقدَّم، غير أن القيمة المضافة التي ينبغي للفن أن يقدّمها إلى مجتمعه تظل ضئيلة.

للأسف، فإن الجودة غير كافية لتصنع مشهداً. توجد ديناميكية ينبغي أن توضع عجلتها على الأرض وأن ينفخ عليها الإعلام والنقد كي تسير إلى الأمام.


اقرأ أيضاً: مثل شجرة

المساهمون