السيسي يتبع تكتيك "أنا أو الفوضى" بتفجيرات وهمية

السيسي يتبع تكتيك "أنا أو الفوضى" بتفجيرات وهمية

04 نوفمبر 2016
يحاول السيسي تخيير المصريين بين بقائه أو الفوضى(فرانس برس)
+ الخط -
لم تخب توقعات بعض المراقبين، حول افتعال السلطات المصرية حوادث عنف وتفجيرات محدودة التأثير، يكون الغرض منها التخفيف من حدّة القرارات الاقتصادية الصعبة، من تحرير سعر صرف الجنيه، وزيادة أسعار الوقود، وهي القرارات التي صدرت أمس الخميس.


وجرت العادة في مصر عقب الانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي، على افتعال سلسلة تفجيرات بعبوات ناسفة أو محاولات فاشلة لاغتيال شخصيات عامة.

ويشكك المراقبون في فعالية وعلاقة تلك التفجيرات "الوهمية"، والتي تحصل عادةً عقب أي قرارات تُغضب الشارع المصري، لإرسال رسالة مفادها إما الصبر على النظام الحالي والقبول باﻷمر الواقع أو أن البديل سيكون الفوضى واﻹرهاب.


لم تمر ساعات طويلة على قرارين أثارا غضب الشعب المصري على مختلف فئاته، حيث تعويم الجنيه المصري، بما يعني انخفاض قيمته إلى 48 بالمائة من قيمته، بحسب خبراء اقتصاديين، وأعقبه قرار بزيادة أسعار الوقود وهي قرارات تؤدي مباشرة إلى ارتفاع أسعار أغلب السلع، إلا وأعلنت اﻷجهزة اﻷمنية، اليوم الجمعة، عن انفجار سيارة في مدينة نصر بالقاهرة دون وقوع إصابات أو قتلى، باستثناء خسائر مادية.

وظهرت انفجارات وهمية قبل عدة أحداث منها الانفجار الذي حصل في ذكرى الانقلاب على "مرسي"، في 3 يوليو/حزيران 2014، حيث انفجرت عبوات ناسفة في محافظتي القاهرة وأسيوط، دون وقوع قتلى أو مصابين.

وشهدت ذكرى ثورة 25 يناير، في عامي 2014 و2015، تفجيرات "وهمية" في عدة محافظات لم تسفر عن وقوع قتلى أو جرحى.

وقبيل تظاهرات ما عُرفت بـ"انتفاضة الشباب المسلم"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، ظهرت تفجيرات على نفس الأسلوب، في محافظتي القاهرة والقليوبية، وأصيب مجندان.

وقبل مظاهرات رفض التنازل عن تيران وصنافير، في إبريل/نيسان الماضي، قتل ضابط ومجندان من قوات اﻷمن المركزي في تفجير عبوة ناسفة في مدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، دون أن تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الواقعة، على الرغم من إعلان تبنِّي تنظيم "ولاية سيناء" ﻷي عملية ينفذها ضد قوات الجيش أو الشرطة.

وشكك خبير أمني في حوادث التفجيرات التي تظهر بين الحين واﻵخر، وباﻷخص تلك التي تحدث عقب أو قُبيل أحداث كبيرة سواء تظاهرات أو قرارات اقتصادية أو مهمة.

وقال الخبير اﻷمني لـ"العربي الجديد"، إن "هذه العمليات التي لا تسفر عن ضحايا، تصبح مثار تشكيك، خاصة في توقيتها، ﻷن عادة الجماعات المسلحة هي عدم تنفيذ عمليات في فترات التشديد اﻷمنية".

وأضاف الخبير أن "اﻷزمة تكمن في أن توقيت هذه العمليات يفتح باب الشكوك حول دور أجهزة في الدولة بتدبيرها، ﻷن أغلبها إما يتم إحباطه أو لا تحدث سوى خسائر مادية".

وذهب الخبير إلى أن "عدم معرفة أي معلومات عن المجموعات التي تعلن عن نفسها بين الحين واﻵخر وتنفذ عمليات، حتى إن عمليات تلك المجموعات تكون مؤثرة، وإن كانت هناك شكوك حولها أيضاً".

خبير بمركز اﻷهرام للدرسات السياسية أكد أن "افتعال اﻷزمات أو الحوادث اﻹرهابية، أمر وارد تلجأ إليه اﻷنظمة لخدمة أهداف محددة".

وقال الخبير السياسي لـ"العرِبي الجديد"، إن "اﻷنظمة تلجأ إلى هذه العمليات التي يكون تأثيرها محدوداً من الناحية الفعلية، ولكن يتم تهويلها إعلاميا باعتبار أن البلاد مهددة بالخطر".

وأضاف أن "هذه الحوادث لا يمكن أن تؤسس لنظام سياسي مستقر، حيث إن استخدام الفزاعات يمكن أن يجدي لبعض الوقت وليس كله، خاصة مع انكشاف هذه اللعبة".

وأشار إلى أن "النظام المصري الحالي لو أنه يستخدم نفس اﻷسلوب، وهو ليس متعجباً في ظل سيطرة الفكر اﻷمني، فإنه يحفر قبره بيده، ﻷن قطاعاً كبيراً من الشعب بات يدرك أن هذه اﻷخبار ما هي إلا شماعة وفزاعة".

وشدد على أن ثنائية "أنا أو الفوضى" التي ُيصدرها النظام الحالي على خطى الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك إبان ثورة 25 يناير، باتت مفضوحة، من خلال تصدير عبارة "حتى لا نصل لمرحلة سورية والعراق".

المساهمون