إدانة دولية لتجدّد القتال في جنوب السودان

إدانة دولية لتجدّد القتال في جنوب السودان

11 يوليو 2016
اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في جوبا(جوستين لينش/فرانس برس)
+ الخط -
طالبت الولايات المتحدة، أمس الأحد، بوقف فوري للمعارك الدائرة في جنوب السودان، وأمرت الموظفين غير الأساسيين في سفارتها في جوبا بمغادرة البلد، فيما طالب مجلس الأمن الدولي الدول المجاورة بالمساعدة على وقف القتال الدائر.

ونقلت وكالة "فرانس برس"، بيان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، الذي قال فيه إن "الولايات المتحدة تدين بشدّة المعارك الجديدة التي جرت في جوبا (الأحد) بين القوات الموالية للرئيس، سلفا كير، وقوات نائب الرئيس، رياك مشار، بما في ذلك الهجمات المحتملة على مدنيين والتي تبلغنا بوقوعها".

وأضاف كيربي أنه "رداً على أعمال العنف الراهنة"، فإن الوزارة "أمرت بسحب الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأميركية في جوبا".

وحض المتحدث الرعايا الأميركيين في جنوب السودان على أخذ الحيطة والحذر، محذّراً إياهم من أن "قدرة السفارة على توفير خدمات طارئة للمواطنين الأميركيين في جوبا محدودة للغاية".

وتابع أن واشنطن تطالب كير ومشار "وحلفاءهما السياسيين والعسكريين بسحب قواتهم وإعادتها إلى ثكناتها والحؤول دون وقوع أعمال عنف جديدة وإراقة دماء".

وكانت الاشتباكات بين الطرفين بدأت، الخميس، وتواصلت الجمعة، حيث أوقعت نحو 150 قتيلاً، وسجلت، أمس الأحد، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في جوبا.

من جانبه، طلب مجلس الأمن من الدول المجاورة لجنوب السودان المساعدة على وقف الاقتتال وزيادة مساهمتها في قوات حفظ السلام الدولية.

وفي بيان صدر بإجماع أعضائه الـ15، أكّد المجلس أنّه "يدين بأشد العبارات" المعارك الدائرة، مطالباً الرئيس ونائبه بـ"القيام بكل ما بوسعهما للسيطرة على قوات كل منهما وإنهاء المعارك بصورة عاجلة".

وطالبهما بالتنفيذ الكامل والفوري لاتفاق السلام، بما في ذلك وقف إطلاق النار بشكل دائم وإعادة انتشار القوات العسكرية.

وحذّر البيان طرفي النزاع من أن استهداف المدنيين وموظفي الأمم المتحدة ومنشآتها يمكن أن يشكل "جرائم حرب".

في المقابل، وجهت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الإنسانية انتقادات شديدة إلى موقف مجلس الأمن حيال الأزمة في جنوب السودان واتهمته باعتماد "استراتيجية خاسرة" في هذا البلد.

وأصدرت مساعدة مدير المنظمة المسؤولة عن العلاقات مع مجلس الأمن الدولي، أكشاي كومار، بياناً بهذا الصدد، فيما كانت تجري مناقشات مغلقة، دعا إليها المجلس إثر المعارك العنيفة التي شهدتها جوبا عاصمة جنوب السودان في الأيام الأخيرة.

وجاء في البيان أن "مجلس الأمن عول لفترة أطول مما ينبغي على حسن إرادة قادة جنوب السودان (...) ولوح بتهديدات فارغة بفرض حظر على الأسلحة وعقوبات فردية".

وتابعت كومار "أن أحداث نهاية الأسبوع تثبت أن هذه الاستراتيجية الخاسرة فشلت".

وأدت المعارك بين القوات الموالية للرئيس، سلفا كير، والمتمردين بقيادة نائبه، رياك مشار، إلى سقوط ما لا يقل عن 270 قتيلاً في نهاية الأسبوع، وفق وسائل إعلام محلية، وفرّ آلاف السكان من العاصمة هرباً من المعارك الكثيفة التي كانت لا تزال متواصلة.

ورأت المنظمة أن على مجلس الأمن أن "يعلن بوضوح أن الهجمات على مدنيين لن تكون مقبولة وأن القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة ستستخدم كل القوة التي يسمح بها تفويضها وقدراتها العسكرية لحماية المدنيين".

وأضاف البيان أن "عليه، أيضاً، أن يفرض حظراً على الأسلحة يمكن أن يُسمّر أرضاً، على الفور، مروحيات جنوب السودان الهجومية التي تقودها طواقم أجنبية ويحد من قدرة القوات المسلحة على استهداف مدنيين".

وتهدد المواجهات في هذا البلد اتفاق السلام الهش الموقع في 2015 في هذه الدولة التي أحيت، السبت، الذكرى الخامسة لاستقلالها.

ويشهد جنوب السودان، منذ نهاية 2013، نزاعاً أوقع آلاف القتلى وتسبب بنزوح حوالى ثلاثة ملايين.