إعفاء الوزيرين التونسيين: التعديل الحكومي مؤجَّل

إعفاء الوزيرين التونسيين: التعديل الحكومي مؤجَّل

تونس
D8A6CEA0-1993-437F-8736-75AB58052F84
وليد التليلي
صحافي تونسي. مدير مكتب تونس في العربي الجديد.
02 مايو 2017
+ الخط -
لم تصل الأوضاع الحكومية في تونس إلى الحدّ الذي يُمكن وصف قرار رئيس الحكومة يوسف الشاهد، مساء الأحد، بـ"تعديل وزاري"، بل فقط "إعفاء وزيرين". واكتفى نصّ القرار بالإشارة إلى إعفاء وزيرة المالية، لمياء الزريبي، من مهامها وتولّي وزير الاستثمار والتعاون الدولي فاضل عبد الكافي مهامها بالنيابة، وإعفاء وزير التربية ناجي جلول من مهامه وتولي سليم كلبوس بالنيابة وزارة التربية، مع مواصلة إشرافه على وزارة التعليم العالي.

وتبيّن من القرار أن الشاهد لم يسمّ وزيرين جديدين للحقيبتين، بل كلّف من يواصل إدارتهما مؤقتاً إلى حين إجراء تعديل وزاري، بوشر الحديث عنه منذ فترة، لكن المفاجئ هو توقيت القرار ومضمونه وصيغته، كونه تمّ الإعلان عنه مساء الأحد، بعد مواجهات في سيدي بوزيد ليوم كامل مع خلية إرهابية، تابعها الشاهد بنفسه من إحدى الثكنات العسكرية. كما جاء الإعلان بعد أحداث عنف شهدتها مباراة الترجي والأفريقي في الدوري التونسي لكرة القدم، دفعت إلى عقد اجتماع عاجل في وزارة الرياضة ليلاً، لاتخاذ قرارات تأديبية.

في هذا السياق، بدا وكأن عوامل عدة تدخلت بشكل حاسم في هذه القضية، خصوصاً بما يتعلق بوزير التعليم ناجي جلّول، الذي تأكد منذ فترة أنه سيغادر الوزارة، ولكن الشاهد كان يردد باستمرار أنه سيتخذ هذا القرار بمفرده. غير أن الشاهد، مدركاً أن إدارات وزارة التربية قادرة على إنجاز الامتحانات القريبة في ظروف معقولة، رجَّح الحسابات السياسية على التقنية، خصوصاً أن جلّول، الذي كان عالماً بخبر إبعاده عن الوزارة، أكد أنه لن يبقى في الحكومة إذا تمّ إبعاده عن وزارة التعليم، وهو ما سيدفع بالشاهد إلى وضعية صعبة بين النقابات التي تطالب برأسه من ناحية، وبين إبقائه على رأس الوزارة من ناحية أخرى. ولكن الشاهد الذي عرف بأنه شديد الحساسية لهكذا تصريحات، لم يتردد في إقالة جلّول، تماماً كما فعل مع الوزير القوي، عبيد البريكي منذ فترة، وأراد أن يثبت للجميع مرة أخرى أنه صاحب القرار الأول والأخير بما يتعلق بإدارة حكومته.


وأتت إقالة جلّول ليلة الاحتفال بعيد العمال، هدية كبيرة للاتحاد العام التونسي للشغل، تحديداً لأمينه العام، نور الدين الطبوبي، الذي لم يبخل بدعم الشاهد في محنه الأخيرة، وتمكن من إلغاء الإضرابات التي أعلنت عنها نقابات التعليم، وروّض نقابات التعليم التي جعلت من إقالة جلّول هدفاً وحيداً لها. واعتُبرت إقالة جلّول إشارة قوية للقواعد النقابية بأن الطبوبي قادر أيضاً على فرض شروطه على الحكومة، ولكن بأسلوب هادئ ومختلف عن سلفه، حسين العباسي، وربما تمتّن هذه الإقالة أكثر من علاقة الشاهد بالطبوبي، في وقت يحتاج فيه الأول لحليف قوي.

وفي سياق التعديل الوزاري، كشفت مصادر لـ"العربي الجديد"، أنه "سيشمل حقائب متعددة، جرى تقييم وزرائها منذ فترة، وتمّت فيها مناقشات عديدة مع الحلفاء في الحكم، وحولها خلافات عديدة، كانت ستشمل وزارة المالية والتعليم بكل الأحوال، بسبب خلافات مرتبطة بالتعليم. ولكن لم يكن مطروحاً أن يغادر جلّول الحكومة، وكان يفترض أن يتولى حقيبة أخرى، كالتعليم العالي أو الثقافة، ويبدو أن ذلك عُرض عليه بالفعل ولكنه رفض الابتعاد عن حقيبة التعليم".

وأضافت المصادر أن "التعديل يشمل وزارة الصناعة والتجارة، فيتم الفصل بينهما لتعودا إلى ما كانتا عليه، بالإضافة إلى أن هناك تقييماً سلبياً لعمل وزراء الشباب والرياضة، والطاقة، والنقل". لكن اللافت هو أن المصادر تحدثت أيضاً عن إمكانية أن يشمل التعديل وزارة الداخلية، بسبب ما سمّته "بروداً بين الشاهد ووزير داخليته، الهادي مجدوب" منذ شهرين تقريباً. وتحدثت عن إمكانية عودة أحد أبناء الداخلية على رأس الوزارة، ولكن مراقبين استبعدوا ذلك، خصوصاً بعد النجاحات المتتالية التي حققتها القوات الأمنية في الفترة الأخيرة، والاستعدادات لفصل الامتحانات والصيف والسياحة. وفي وقتٍ رجّحت بعض المصادر حصول التعديل هذا الأسبوع، جاء تعيين الشاهد لوزيرين مؤقتين، ليقود إلى الاستنتاج بأن هذا القرار سيتأجل إلى شهر يوليو/ تموز المقبل، بعد شهر رمضان وبعد انتهاء الامتحانات.


ذات صلة

الصورة
طلاب من جامعات تونس في حراك تضامني مع غزة - 29 إبريل 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

انطلق حراك طلاب تونس التضامني مع غزة والداعم للانتفاضة الطالبية في جامعات العالم، ولا سيّما في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، وذلك من العاصمة ومدن أخرى.
الصورة
مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة (حسن مراد/ Getty)

مجتمع

يسعى أساتذة في تونس إلى تعويض غياب العملية التعليمية الجامعية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، من خلال مبادرة تعليمية عبر منصات خاصة.
الصورة
جابر حققت العديد من النجاحات في مسيرتها (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أكدت التونسية، أنس جابر نجمة التنس العربي والعالمي، أن تراجع نتائجها في المباريات الأخيرة، يعود إلى إصابة قديمة منعتها من تقديم أفضل مستوى لها.

الصورة
يدفع المهاجرون مبالغ أقل للصعود على متن القوارب الحديدية

تحقيقات

بحثاً عن الأرخص، تصنع شبكات تهريب البشر الناشطة في تونس قوارب حديدية من أجل نقل المهاجرين غير الشرعيين عبرها إلى أوروبا بكلفة أقل، إذ تنفق مبالغ بسيطة على بنائه