المبعوث الأميركي لسورية: باقون حتى هزيمة "داعش" وخروج إيران

المبعوث الأميركي إلى سورية: باقون حتى هزيمة "داعش" وخروج إيران

28 سبتمبر 2018
جيفري تحدث على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة(صامويل كوروم/الأناضول)
+ الخط -
أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، جيمس جيفري، أن سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب، تتلخص حاليا في أن واشنطن ستبقى في سورية إلى أن تتمكن من هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، وتفعيل المسار السياسي، وخروج إيران.

وجاءت أقوال الدبلوماسي الأميركي خلال إحاطة قدمها لمجموعة من الصحافيين، يوم الخميس، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وأضاف جيفري أن بلاده "تدفع بكل طريقة ممكنة لتجميد الصراع في سورية، بما في ذلك العمل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2254 لإنهاء الصراع". وعزا ذلك، وبشكل رئيسي، إلى تطورات الوضع في الأشهر الأخيرة.

وقال في هذا السياق: "نلاحظ هنا أنه وبالإضافة إلى الصراع الداخلي، فإن هناك خمس دول لديها وجود عسكري داخل سورية وحولها، وهي الولايات المتحدة والإسرائيليون، على الأقل جويا، وتركيا وروسيا وإيران. وهذه الدول يحتك بعضها ببعض. ورأينا سيناريو دراميا تطور قبل عشرة أيام، لأمر نحاول أن نتفادى حدوثه على نطاق أوسع"، في إشارة إلى إسقاط طائرة "إيل 20" الروسية من قبل قوات النظام السوري.

وأكد المسؤول الأميركي أن هذا النوع من التصعيد يجب وقفه وبشكل عاجل.

وتحدث جيفري، الذي عمل سفيراً لبلاده في العراق في إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، عن الأهداف التي أشار إليها ترامب وضغطه لمنع أي تحرك عسكري واسع في إدلب قائلا: "لقد أكدنا أن أي تحرك عسكري (واسع) في إدلب، وليس فقط التحرك المتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية، سيكون متهوراً".

وشدد على أن الإدارة الأميركية ترغب في خفض التصعيد العسكري في سورية، والتوصل إلى حل سياسي وتنفيذ خريطة سلام الأمم المتحدة. وبحسب جيفري، فإن "جزءا من تلك السياسة هو هزيمة "داعش" وإعادة إحياء العملية السياسية وإبعاد جميع القوات الإيرانية من سورية".

وبخصوص المسار السياسي، أوضح أن بلاده أجرت مشاورات مكثفة مع العديد من الدول، إذ حضرت اجتماعا على مستوى الوزراء على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، وأصدرت بيانا في هذا الشأن شددت به على أهم الخطوات التي يجب اتخاذها. وأهم ما جاء في البيان، والذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، هو دعم دور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بسورية، ستيفان دي ميستورا، وحثه على المضي قدما لوضع لجنة دستورية كخطوة أولى من بين العديد من الخطوات لتحويل الوضع السياسي الداخلي في سورية. وفي ما يخص تشكيل اللجنة الدستورية، أوضح جيفري أنها تتكون من ثلاث قوائم، واحدة أعدها النظام السوري والثانية أعدتها المعارضة، والثالثة شكلها دي ميستورا.

وقال السفير الأميركي، في هذا السياق، إن الروس والإيرانيين يريدون تأجيل تلك العملية ولأشهر قادمة أو أطول، لكن ذلك غير ضروري، بحسب جيفري، الذي طالب بأن يقدم دي ميستورا إحاطته لمجلس الأمن في موعد أقصاه 23 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، كما ينص قرار مجلس الأمن. وأكد أن ذلك التاريخ هو موعد إحاطة دي ميتسورا لمجلس الأمن حول مشاوراته، وسير العملية ولا يعني بالضرورة أن تكون القائمة جاهزة بشكل تام. وأكد في هذا السياق أن دي ميستورا يتشاور منذ مدة طويلة مع جميع الأطراف.



ورأى جيفري أن هناك الآن زخما دوليا، وأن أغلبية الدول في الأمم المتحدة تدعم تحديد إطار زمني واضح لتفعيل المسار السياسي في سورية.

وأضاف أن تفعيل المسار السياسي سيحوّل وجه الصراع ويخرجه من الساحة العسكرية.

وردا على استفسار حول شروط وظروف انسحاب الأميركيين من سورية، قال جيفري: "يريد الرئيس أن نبقى في سورية إلى أن نستوفي شرط انسحاب القوات الإيرانية وشروطا أخرى. وعندما أقول "نحن" لا يعني ذلك بالضرورة قوات عسكرية أميركية على الأرض. هناك العديد من الطرق التي من الممكن أن نكون فيها على الأرض، منها الدبلوماسي كما لنا، في وزارة الخارجية، فرق تعمل في مناطق مختلفة من سورية بالقرب من الحدود، كما عندنا قوات محلية التي قمنا بتدريبها في مناطق عديدة من سورية ولحلفائنا كذلك قوات محلية".


وتابع: "وهناك سيناريوهات عديدة بما فيها سيناريو ردنا على الروس في جورجيا في عام 2008، أو على سبيل المثال أيضا رد المجتمع الدولي على الروس في شرق أوكرانيا. وهذه كلها سيناريوهات لم تشمل قوات عسكرية أميركية على الأرض. ولسنوات طويلة كان لنا حلفاؤنا المحليون على الأرض في شمال العراق وقدمنا لهم المساندة الجوية. ولا أقول هنا إننا سنطبق أي واحد من هذه السيناريوهات أو أحدد ماذا سنفعل في المستقبل. كل ما أقوله إن هناك إمكانيات عديدة يمكننا من خلالها أن نبقى فاعلين. أما الجيش فتبقى مهامه هزيمة داعش".

وعن سبب ثقته في أن النظام السوري سينخرط وبشكل جدي في العملية السياسية، قال: "إذا نظرنا إلى الخارطة اليوم، قد يعتقد بشار الأسد أنه انتصر في الحرب. ولكنه حاليا يسيطر على قرابة خمسين بالمائة من الأراضي السورية فقط ويعيش نصف السوريين في مناطق ليست تحت سيطرته، بعضهم موجودون في مناطق حلفائنا وشركائهم... وبعضهم الآخر في منطقتنا أو في الأردن ولبنان وتركيا وأوروبا (اللاجئون)".

وبحسب الدبلوماسي الأميركي، فإن "بشار الأسد يحكم دولة بمثابة جثة دون اقتصاد ودون إمكانية للحصول على مصادر للغاز والبترول، ولا أمل بإعادة الإعمار لأن الولايات المتحدة، بدعم من الاتحاد الأوربي تمنع ذلك. ولا أعتقد أن بشار الأسد انتصر أو ربح أي شيء".

ورأى جيفري أن الوضع تغير الآن في سورية بسبب الوجود العسكري لخمس دول فيها وحولها، وأن جميع هذه الدول تدرك مخاطر التصعيد. وقال إن هذا السيناريو في بداية الصراع في سورية كان مختلفا حيث كانت إيران موجودة هناك لوحدها. وأكد أن الولايات المتحدة ستضغط لكي تغادر إيران سورية. ثم أضاف في هذا السياق: "لن نجبر الإيرانيين على الخروج من سورية، ولا نعتقد أنه بإمكان الروس إجبار الإيرانيين على ذلك. وعندما نتحدث عن إجبار، فإن ذلك يعني استخدام قوى عسكرية. لقد أجبرنا الجيش العراقي على الخروج من الكويت مثلا، وكان ذلك باستخدام قوى عسكرية".



وأعطى السفير الأميركي عدة أمثلة على سناريوهات يمكن من خلالها أن يخرج الإيرانيون من سورية، ومن بينها مثلا خروج الإسرائيليين من لبنان عام 2006. وقال: "إنه وعندما تكون هناك عملية سياسية وعندما يكون هناك تفاهم في المجتمع الدولي للعودة إلى الوضع السابق فإن حدوث ذلك ممكن، وهذا ما نبحث عنه. دمشق هي التي طلبت من الإيرانيين، فعلياً، القدوم إلى سورية. ما نفهمه أن أي حكومة سورية ستتمخض عن هذا المسار السياسي لن ترى الحاجة لبقاء الإيرانيين في سورية، وخاصة أنه يبدو أن القوات الإيرانية موجودة في سورية لأهداف تتعدى مساعدة النظام السوري".