"واشنطن بوست": التحقيق الأميركي يقتحم "الخط الأحمر" لترامب

"واشنطن بوست": التحقيق الأميركي يقتحم "الخط الأحمر" لترامب بفتح ملف تعاملاته المالية

15 فبراير 2019
فرض ترامب حصانة حول نفسه(Getty)
+ الخط -

اعتبر الصحافي وكاتب مقالات الرأي في صحيفة "واشنطن بوست"، ديفيد إغناتيوس، اليوم الجمعة، أن التحقيق الأميركي بالتدخل الروسي بانتخابات الرئاسة الأخيرة التي شهدتها الولايات المتحدة، والتي انتهت بفوز دونالد ترامب، يدخل مرحلة جديدة، تبدو فيها جميع جهود الرئيس الأميركي الحالي لاحتوائه، وكأنها تذهب نحو الفشل.

وأوضح إغناتيوس أن أسباب هذا الفشل تكمن في اتجاه التحقيق الذي يقوده روبرت مولر، نحو "البحث" في ارتباطات ترامب المالية وعلاقتها بـ"الصفقات السياسية"، وهي مسائل كان الملياردير النيويوركي، ورجل الأعمال العامل بقطاع العقارات، قد اعتبر في وقت سابق أنها تمثل "خطاً أحمر" سيكون التحقيق قد تجاوزه إذا ما اقترب منها. ورأى الصحافي الأميركي أن "هذه الحصانة التي فرضها ترامب لوحده، على وشك السقوط".

وكتب إغناتيوس: "نحن ندخل مرحلة جديدة من التحقيق بعلاقة ترامب وروسيا، تسقط فيها جميع محاولات الأول لاحتوائه. المعلومات التي حاول إخفاءها حول أعماله وصفقاته السياسية بدأت تظهر... والمزيد منها آتٍ".

وحول ذلك، قال النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا في الكونغرس الأميركي آدم شيف، في تحدٍ لترامب، "لا خطوط حمراء باستثناء ما هو ضروري لحماية البلاد".


وأبلغ شيف، وهو رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس، إغناتيوس، خلال مقابلة أجراها معه، أنه يعتزم طلب معلومات، ربما عبر الاستدعاء، من مصرف دوتشيه، وهو أحد المصارف الرئيسية المقرضة لترامب، مؤكداً أن "عملنا في ما يتعلق بتحركات ترامب المالية بدأ".

وبحسب "واشنطن بوست"، فإن أي استدعاء لمصرف دوتشيه سيعتبر بشكل خاص مسألة حسّاسة. وكان ترامب قد أعرب عن غضبه في السابق، حين صدر تقرير في ديسمبر 2017 تحدث عن أن مولر قد طلب من المصرف الألماني سجلات عن تعاملاته مع الرئيس الأميركي الحالي، وهو ما اعتبره الأخير "هراءً"، بحسب كتاب بوب وودوارد، "الخوف".

وأضافت الصحيفة: "يبدو أن الخطوط الحمر نفعت آنذاك، إذ قال محامي ترامب جاي سيكولو لوكالة رويترز: لم يتلق المصرف أي استدعاء". وأعرب مصدر حكومي لـ"واشنطن بوست"، عن شكوكه بأن رود روزنستين، نائب وزير العدل الأميركي، قام بعرقلة أي محاولة لذلك، ولخروج أي تداولات مالية تتعلق بترامب إلى العلن، وذلك لتجنب طرده هو ومولر.

اليوم، يبدو هذا السياج الذي حمى به ترامب نفسه، على وشك السقوط، بحسب إغناتيوس، الذي نقل كذلك عن النائب آدم شيف تأكيده أن "اللجنة ستطلب معلومات من مصرف دوتشيه. ونحن نتوقع منهم التعاون معنا".

من جهته، أجاب متحدث باسم المصرف بأنه "تلقى طلباً من لجنة الاستخبارات بمجلس النواب ولجان الخدمات المالية، ويقوم المصرف بالحوار معها لتحديد أفضل الطرق للمساعدة وتأمين المعلومات اللازمة التي تخصّ جميع التحقيقات المسموح بها".

ولفتت الصحيفة إلى أن علاقة الرئيس الأميركي بمصرف دوتشيه "تثير حيرة المحققين لأسباب عديدة"، أولاً لأن ترامب قد لجأ إلى هذا المصرف الألماني الكبير منذ عقدين، عندما أوقفت المصارف الأميركية مدّه بالمزيد من القروض الضخمة، كما أن المصرف أقرض الشركة العقارية التي تملكها عائلة صهر الرئيس، جاريد كوشنر، بما تبلغ قيمته 285 مليون دولار، وذلك في أكتوبر/تشرين الأول 2016.

وسجّل المحققون نقاطاً أخرى أثارت اهتمامهم: فقد أدار المصرف، وبشكل خارج عن المألوف، عمليات الإقراض لترامب، عبر قسم المصرفية الخاصة، بدلاً من الإقراض التجاري العادي. وأخيراً، فإن المصرف متورط بغسل أموال روسي، ودفع 630 مليون دولار كغرامة في عام 2017 لإنهاء دعاوى بريطانية وأميركية ضده.

وكان ترامب قد أعرب عن غضبه الأسبوع الماضي، بتغريدة قال فيها إن النائب الديمقراطي آدم شيف "يبحث في جميع أوجه حياتي، المالية والشخصية"، واصفاً التحقيق الذي تجريه لجنة الاستخبارات بـ"إزعاج الرئاسة بشكل لا حدود له".

وختم إغناتيوس مقاله بالقول: "عفواً سيدي الرئيس. الخط الأحمر يتحول إلى أزرق. فيما يدخل المحققون إلى المنطقة التي كانت حتى الأمس ممنوعة عليهم، تكبر احتمالات أن يعرف الجمهور الحقيقة أخيراً".

 

 

المساهمون