هيغل ينتقد سياسة أوباما بشأن سورية

هيغل ينتقد سياسة أوباما بشأن سورية

19 ديسمبر 2015
هيغل: تعرضت لطعنة في الظهر من البيت الأبيض (Getty)
+ الخط -
اعتبر وزير الدفاع الأميركي السابق، تشاك هيغل، أمس الجمعة، أن تراجع الرئيس باراك أوباما في صيف 2013 عن توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري، أضر بمصداقية رئيس الولايات المتحدة.

وفي أول تصريحات له منذ مغادرته البنتاغون أدلى بها إلى مجلة "فورين بوليسي"، وجّه هيغل سلسلة انتقادات إلى الرئيس الأميركي وبينها تراجعه عن مهاجمة سورية.

وكان أوباما صرّح في أغسطس/آب 2013، أنّ استخدام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية سيكون "خطاً أحمر". لكن بعد اتهامات في هذا الشأن، وضع هيغل خططاً لإطلاق صواريخ عابرة ضد نظام دمشق. لكن الأمر بشن الهجوم لم يصدر ولم يوافق عليه البرلمانيون.

وقال هيغل، إنّ "التاريخ سيحدّد ما إذا كان هذا القرار صائباً أو غير صائب (...) لكن ليس لدي أي شك" في أن تلك الواقعة "قللت من مصداقية كلمة الرئيس"، مؤكّداً أنّه لا يزال يسمع قادة أجانب يشكون حتى اليوم من تداعيات عدول أوباما عن قصف قوات الأسد.

وأضاف هيغل، أنّ تلك الواقعة تجسد الصعوبة التي تواجهها إدارة أوباما في صوغ رد مناسب للأزمة السورية.

ولفت إلى أن إدارة أوباما "واجهت دوماً صعوبة في استراتيجيتها السياسية" بشأن سورية لكن الوضع تحسن اليوم مع وزير الخارجية جون كيري، الذي "مضى باتجاه الاستراتيجية المناسبة"، مشيراً بالخصوص إلى المحادثات التي يجريها الأخير مع روسيا وإيران والحكومات العربية.

وأعرب هيغل عن أسفه خصوصاً للاجتماعات اللامتناهية التي كان يعقدها مع فريق مستشارة الأمن القومي في حينه سوزان رايس من دون اتخاذ أي قرار.

وقال "لقد أمضينا وقتنا في تأجيل القرارات الصعبة، وكان هناك دوماً أناس كثيرون في القاعة".

وقال مسؤول كبير في إدارة أوباما للمجلة نفسها، إن الرئيس لم يكن يريد القيام بعملية عسكرية من دون موافقة الكونغرس.

وأكّد هيغل، أنّه تعرض لطعنة في الظهر من قبل البيت الأبيض وواجه لوماً لأنه وصف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بأنه مجموعة "لم نر مثلها من قبل" بعد سيطرة المسلحين على مناطق واسعة في سورية والعراق.

وقال الوزير السابق "اتّهمت بأنني أحاول المبالغة بأمر وبتقديم أمر أكبر من حجمه الحقيقي". وأضاف "لم أكن أعرف كل شيء عن الأمر لكنني كنت أعرف أننا نواجه أمراً لم نر مثله من قبل (...) ولسنا مستعدين له في مجالات عدّة".

من جهة أخرى، قال هيغل إن إدارة أوباما أخطأت كذلك في الملف الأوكراني إذ "كان بإمكانها وكان عليها أن تفعل المزيد" لدعم كييف في مواجهة موسكو عبر مد القوات الأوكرانية بالمزيد من المعدات العسكرية غير الفتاكة.

وعلى غرار سلفيه روبرت غيتس وليون بانيتا، أعرب هيغل عن أسفه للتدخل المفرط للبيت الأبيض في الشؤون الداخلية للبنتاغون، مضيفاً "لكن كانت علاقتي دوماً جيدة جداً وإيجابية جداً" بأوباما.

المساهمون